منتدىS&T

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدىS&T

منتدى عام متنوع


  • إرسال مساهمة في موضوع

مخالفات النساء في الصيام

الحاجS&T
الحاجS&T
مدير المنتدى
مدير المنتدى


عدد المساهمات : 3132
تاريخ التسجيل : 07/10/2009
الموقع : S@T

مخالفات النساء في الصيام Empty مخالفات النساء في الصيام

مُساهمة من طرف الحاجS&T الخميس 19 يوليو 2012, 7:09 pm


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وبعد:

فهذه جملة من المخالفات الّتي تقع فيها النّساء في الصّيام، جمعناها من كتب العلماء راجين من الله -سبحانه- أن ينفع بها قارئها، والله من وراء القصد.

1- مخالفات النّيّة:

والمخالفات الّتي تقع في نية الصّيام ثلاثة وهي:

- إمّا عدم تبييت نيّة الصّيام من الليل.
- وإمّا التّلفظ بها قولًا.
- وإمّا اعتقاد وجوب تجديدها كل ليلة.

وأمّا تبييت نيّة الصّيام فواجب لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من لم يبيت الصّيام من الليل فلا صيام له» [رواه النّسائي 2333 وصححه الألباني]. وإنما يكون عقدها بالقلب وبعض النّساء يعتقدون وجوب التّلفظ بها، والتّلفظ بالنّيّة لم يكن يفعله النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته، ولا التّابعون، ولا أحد الأئمة الأربعة ولا السّلف، فهو محدث وبدعة والنّيّة محلها القلب وهي قصد العبادة، وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: «من لم يبيت الصّيام قبل الفجر، فلا صيام له» [رواه النّسائي 2330 وصححه الألباني] معنى قصد الصّيام بالقلب كما هو شاهد معنى (تبييت).

ونيّة صيام رمضان في أوله كافية ولا تحتاج المسلمة إلى تجديد النّية لكل يوم، اللهم إلا أن يوجد سبب يبيح الفطر كالحيض مثلًا في أثناء الشّهر فحينئذٍ لابد من نيّة جديدةٍ لاستئناف الصّوم.

2- مخالفات في وقت الإمساك فإنّ بعض النّاس يستمرون في الأكل والشّرب حتى ينتهي المؤذن من الأذان، وربما تساهلوا فاستمروا في الأكل و الشّرب حتى يفرغ المؤذنون في المساجد الّتي يسمعونها، وهذا كلّه غلطٌ ظاهرٌ، وربما أبطل الصّيام، يقول الله -تعالى-: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، ووقت التّبين المذكور هو أول وقت الفجر وهو وقت الأذان للفجر و{حتى} تدل على الغاية فإذا شرع المؤذن في الأذان الثّاني الّذي هو بعد طلوع الفجر وجب الإمساك والصّوم وهذا المعنى قد جاء في حديث عائشة وابن عمر -رضي الله عنهم- أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم» [رواه البخاري 622]، فقوله -صلى الله عليه وسلم-: «فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم» دليل على وجوب الإمساك وبدء الصّيام مع سماع الأذان الثّاني الّذي بعد طلوع الفجر، ولكن جاءت السّنّة بالتّرخيص لمن سمع الأذان وفي يده أكله أو شربه أن يقضي حاجته منها -والله الموفق-.

3- تعاطي حقن التّغذية: لمّا كان الأكل والشّرب في نهار رمضان من مفسدات الصّيام، ومن ذلك تعاطي حقن التّغذية، أمّا حقن التّداوي فيجوز للصّائم في رمضان حقنها في الوريد والعضل والأولى أن يتعاطاها في الليل.

4- القيء عمدًا: فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء» [رواه ابن ماجه 1368 وصححه الألباني]، فهذا يدل على أن من قاء متعمدًا فإنّه يُفطر.

والمرأة المسلمة إذا غلبها القيء فإنّها لا تفطر، ولكن إذا أحست بأن معدتها تموج وأنّها سيخرج ما فيها فعليها ألا تمنعه وألا تجذبه، ولكن تقف موقفًا حياديًا فإذا خرج من غير قصدٍ لم يضر بالصّيام.

5- التّبرع بالدّم الكثير دون ضرورة: والتّبرع بالدم الكثير من غير ضرورةٍ يُعدّ من مخالفات الصّيام؛ لأن حكمه حكم الحجامة قياسًا، والحجامة من مفسدات الصيام، فمن تبرع بدمٍ كثير لغير حاجة وضرورة فإنّه يُفطر قياسًا على الحجامة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أفطر الحاجم والمحجوم» [رواه التّرمذي 774 وصححه الألباني]. أمّا التّبرع بالدّم الكثير لضرورة، فلا يُعد من مخالفات الصّيام، ولكن يُفسد الصّوم وعلى المتبرع القضاء، وليس على المتبرع بالدّم القليل شيءٌ من ذلك وصومه صحيح -إن شاء الله-.

6- القطرة في الأنف إذا وصلت إلى المعدة: وقطرة الأنف إذا وصلت إلى المعدة أو إلى الحلق فإنها تُفطر؛ لأن النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث لقيط بن صبره: «بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا» [رواه أبو داود 2366 وصححه الألباني]. فلا يجوز للمرأة أن تقطر في أنفها ما يصل إلى معدتها أو إلى حلقها، وأمّا ما لا يصل إلى الحلق والمعدة من الأنف فإنّه لا يفطر.

7- الجماع في نهار رمضان: لأن الجماع من مفسدات الصّيام ويترتب على من فعله في نهار رمضان عالمًا يحكمه الإثم والإمساك في ذلك اليوم، ثم يلزمه القضاء والكفارة.

ولا يجوز للأخت المسلمة أن تتهاون في ذلك بتمكين زوجها منها في نهار رمضان، فإنّه لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق، وقد قال الله -تعالى-: {فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: 187].

8- تعجيل السّحور: فإن المنصوص على استحبابه هو تأخير السّحور إلى آخر الليل، وإنما سُمي كذلك لوقوعه في وقت السّحر، وقد أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «تسحروا، فإنّ في السّحور بركة» [رواه البخاري 1923 ومسلم 1095]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «عجلوا الإفطار، وأخروا السّحور» [رواه صححه الألباني 3989].

وكثير من النّساء يتركن السّحور تكاسلًا وتساهلًا، أو يعجلنه فلا يؤخرنه إلى وقته المستحب، فتفوتهن بركته، كما تفوت أولادهنّ وأزواجهنّ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «السّحور كله بركة فلا تدعوه، و لو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله -عزّ وجلّ- وملائكته يصلّون على المتسحرين» [رواه الألباني 1070 وقال حسن لغيره].

9- تأخير الفطور: وهذا أيضًا من المخالفات؛ لأن تعجيل الفطور سنّة مستحبة كما سبق في الحديث: «عجلوا الإفطار، وأخروا السّحور» [رواه صححه الألباني 3989]، وأن يكون الفطر على رطبٍ فإن لم يكن فتمر، وإن لم يكن فماء، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فلأن لم يكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم يكن حسا حسوات من ماء» [حسنه الألباني 2840].

10- التّفريط في الصّلوات: وقد قال -تعالى-: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النّساء: 103]، فهي واجبةٌ في وقتها ولا يجوز تأخيرها عن وقتها بذريعة الإرهاق النّاتج عن الصّيام، أو بذريعة النّوم النّاتج عن السّهر والقيام. بل إن الصّلاة أشدّ وجوبا من الصّيام، وإذا كان الحرص على الصّيام يدفع إليه طاعة الله، فإن الصّلاة أيضًا من أحب الطّاعات إلى الله -سبحانه-، بل هي معيار قبول الأعمال، وإذا كان طول السّهر في الليل يسبب ترك الصّلاة بالنّهار، فإنه يحرم على الأخت المسلمة أن تعاود السّهر؛ لأن ما يفضي إلى المحرمات فهو محرم.

11- الخروج إلى الأسواق لغير حاجةٍ: مع أن الأصل أن لا تخرج المرأة من بيتها إلا لحاجةٍ، وفي رمضان يتأكد وجوب قرار المرأة في بيتها لتتمكن من اغتنام أوقات الصّيام فيما يعود عليها بالنّفع في آخرتها، لاسيما وأن خروجها أمام أعين الصّائمين يعرضها إلى فتنة بلا شك على صيامهم.

12- كثرة النّوم في النّهار: وهذه الظّاهرة قد أصبحت منتشرة بين النّساء والرّجال على السّواء، وهي تنبئ عن ضعف الإيمان وقلة الفقه بفضائل الصّيام في رمضان، فإن أوقات رمضان أوقات فاضلة ينبغي التّشمير لها بترك النّوم والإقبال على الصّالحات كقراءة القرآن والدّعاء والذّكر والصّدقة والإحسان إلى النّاس ونفع المسلمين.

13- هدر الأوقات أمام البرامج التليفزيونية: فلا ترى القنوات الفضائية أكثر نشاطًا إلا في رمضان، ولذلك تكون النّساء أشدّ حرصًا عليها في رمضان من غيره، ولا شك أن ما يبثّ فيها من أفلام خليعة ومسلسلات مائعة تُضعف الصّيام وتسبب ترك القيام، فتضيع على المسلمة الأجر والثواب، وكيف ترضى المسلمة العاقلة باستبدال ما هو أدنى بما هو خير؟

14- سوء الخلق والرفثّ والصّخب: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «والصّيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم» [رواه البخاري 1904].

وهذا الحديث فيه معنى الدّلالة على أن الصيام لا يستقيم إلا بالأخلاق الفاضلة والمثل العليا؛ لأن الحديث ينص على اجتناب الخصام والغضب والجدال، وما في معنى هذه المساوئ، ولا شك أن الخلق الحسن لا يستقيم إلا بترك الغضب وأسبابه، ولذلك كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤكد على تركه فقد جاء رجلٌ يطلب نصحه فقال -صلى الله عليه وسلم-: «لا تغضب فردد مرًارًا، قال: لا تغضب» [رواه البخاري 6116].

فينبغي للأخت المسلمة أن تتنبه إلى هذه الحقيقة وهي أن الصّيام لا يتمثل في إمساك عن أكل وشرب فقط وإنما هو صيام يشمل صيام الجوارح عن المعاصي وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق.

15- الكذب: فالكذب من أحطّ الأخلاق وأسوئها، وهو محرمٌ في كل وقت، ويتأكد تحريمه في رمضان، فهو من قوادحه الّتي تضعف وتخرم تمامه، وهو مقرون في القرآن بنفي الإيمان، كما قال -تعالى-: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} [النّحل: 105].

16- الغيبة والنّميمة: ويشتد تحرم الغيبة والنّميمة في رمضان لحرمة زمانه، قال -تعالى- في تحريم الغيبة: {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات: 12]، وكذلك النّميمة فهي من قوادح الصّيام وأسباب ضعفه، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل الجنّة نمام» [رواه مسلم 105]. ومن المؤسف أن نجد جلسات النّساء في رمضان كما في غيره، تعجّ بالغيبة والنّميمة، وتتبع العورات وكل ذلك مناقض للاحتساب في الصّيام واكتساب الأجر والثّواب.

17- شهادة الزّور: فقد زجر عنها الرّسول -صلى الله عليه وسلم- وشدد في ذلك فقال: «من لم يدع قول الزّور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [رواه البخاري 1903]، وهذا الحديث نص في كف اللسان وصيانته عن كل سوء وفحشاء لاسيما في الصيام: شهر العبادة والتّقرب إلى الله -سبحانه-.

18- اللغو: واللغو يشمل الكلام الّذي لا طائل من ورائه، وقد يؤدي إلى الوقوع في الأعراض، وأقل أضراره أنه يشغل المسلمة عن ذكر الله وتلاوة القرآن، وترك اللغو من آكاد صفات المؤمنين في سائر الأوقات، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، ولكن تركه في الصّيام أولى لكونه ذريعة إلى اللغط، واللغط، والكذب والغيبة، وغيرها من آفات اللسان، وقد قال -تعالى-: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].

19- عدم المسارعة إلى الخيرات: فإنّ شهر رمضان هو شهر التّقرب إلى الله بما فيه من العبادات والأعمال الصّالحة، ففيه تضاعف الأعمال ويبارك فيها، وكثير من النّساء يفوتهن خير عظيم في رمضان.

ومن المخالفات التي تقع في هذا الباب:

1- هجر القرآن الكريم وعدم الحرص على تلاوته من الكتاب والاشتغال عنه بالتّلفاز، والجلسات المسلية، أو النّوم.

2- عدم المسارعة إلى النّفقة والجود والإحسان مع القدرة على ذلك، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أكثر جودًا وإحسانًا في شهر رمضان.

3- عدم الحرص على القيام وصلاة التّراويح.

4- إضاعة سنّة الاعتكاف مع القدرة عليها.

5- ترك صلاة العيد تهاونًا وتكاسلًا.

20- عدم الاستفادة من فضل العشر الأواخر: فإن فضائل العشر الأواخر عظيمة عند الله، ففيها ليلة القدر الّتي هي خير من ألف شهر، فيها تتنزل الملائكة ومعهم جبريل -عليه السّلام-، وقد «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر، أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر» [رواه مسلم 1174]. فعلى الأخت المسلمة أن تُعلي همّتها في تلك الليالي القلائل فربما وفقت بفضل الله ثم باجتهادها وجهادها إلى نيل المغفرة والرحمة؛ لأن ليلة القدر هي ليلة غفران وإحسان لمن أحسن قيامها وصادف مقامها، ففي الحديث: « ... ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» [رواه البخاري 2014 ومسلم 760]، وتذكري أختي المسلمة أن أفضل الشّهور شهر رمضان، وأن أفضل لياليه القدر، وأن الطّريق إليها هو التّشمير للعبادة والتّفرغ لها في العشر الأواخر، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

21- الإخلال بآداب الذّهاب إلى المسجد والمكوث فيه:

فمن الأخوات من يخرجنّ إلى المساجد وهنّ متعطرات وهذه مخالفةٌ فظيعةٌ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية» [رواه النّسائي 5141 وحسنه الألباني]، والنّهي عند الاستعطار عام يشمل رمضان وغيره؛ لأنه يثير الشّهوة ويؤجج الفتنة عند الأجانب، ويتأكد هذا النّهي في رمضان لاسيما عند الخروج إلى المساجد للعبادة، فالمقام هنا مقام الطّاعة والامتثال فاقتضى من الأخت المسلمة أن تجتنب هذا الصنيع، فليس من ورائه أجر، وإنما يترتب عليه العقاب.

ومن النّساء من يصحبنّ معهنّ أطفالهنّ إمّا لضرورة أو لغير ضرورة، وكيفما كان دافع ذاك الاصطحاب فلابد للمرأة المسلمة أن تبعد المسلمة عن فتنة الأطفال، بحيث لا يجوز لها أن تصحبهم وهي تعلم أنهم سوف يكونون مصدر إزعاجٍ للمصلين، وسببًا في ذهاب خشوعهم وإشغالهم عن الصّلاة، أما إذا ما كانوا ملتزمين بأدب الصّلاة والهدوء والسّكينة فلا بأس بذلك.

ومن الأخوات من يقعد بين الرّكعات متحدثاتٍ عن أمورهنّ الدّنيوية أثناء الصّلاة، ومنهنّ من تقطع الصفوف رغبةً في الحديث أوربما تأخرنّ إلى الوراء وقضينّ مدةً طويلةً في الحديث والهذر ولربما جعلن ذلك أثناء قراءة الإمام حتى إذا همّ بالرّكوع هرولنّ إلى الصّفّ ليدركنّ الرّكعة مع الإمام، وهذه المخالفات تضيع الأجر والثّواب وربما تكتسب منها الأخت المسلمة إثم اللغو وإزعاج المصليات، والأولى متابعة الإمام والقيام معه حتى ينصرف لتكتب للمسلمة قيام الليلة كلها ولا يفوتها أجرها.

22- ترك صلاة التّراويح: فمن النّساء من تظنّ أن التّراويح مشروعة للرّجال دون النّساء، وهذا خطأ فإن النّساء شقائق الرّجال في قيام رمضان، وعلى هذا جري عمل السّلف -رضي الله عنهم- كما في حديث أبي ذرّ -رضي الله عنه- قال: «فلمّا كانت الثّالثة جمع أهله ونساءه والنّاس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح» [رواه أبو داود 1375 وصححه الألباني].

23- جهل النّساء بأحكام الصّيام: ومن أهم ذلك أركانه، ومفطراته، فأمّا أركانه فأربعة هي: النّيّة، والإمساك عن المفطرات والصّائم، وزمان الصّيام.

وأما مفطرات الصّيام فثمانية وهي: الجماع في نهار رمضان وإنزال المني يقظةً، والأكل والشّرب، وحقن إبر التّغذية أو ما كان في حكمها، وحقن الدّم، وخروج دم الحيض والنّفاس، وإخراج دم الحجامة.
وعلى الأخت المسلمة أن تطلب علم هذه الأحكام حتى تصوم رمضان على علمٍ وبصيرةٍ، ومن أجل ذلك ينصح باقتناء الكتب الميسرة في ذلك أو حضور حلقات التّعليم الرّمضانية وغيرها، أو سماع الأشرطة النّافعة بحسب ما يتيسر، وإن كان التّعلم في الحلقات العلمية هو الأفضل والأجدى؛ لأنه يتيح فرصة السّؤال والاستفسار، قال -تعالى-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النّحل: 43].

25- الإغفال عن تعود الصّغار على الصّيام: فإنه يُستحب لمن له أطفال في بيته أن يرغّبهم في الصّيام والصّلاة أيضًا فإن ذلك يعوّدهم على القيام بتلك الشّعائر ويملأ قلوبهم رغبة فيها، فيسهّل عليهم القيام بها في الكبر، فعن الرّبيع بنت معوذ قالت: «ونصوّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطّعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار» [رواه البخاري 1960 ومسلم 1136].

26- اعتقاد تذوق الطّعام من المفطرات: وهذا خطأ فإنه لا حرج عند الضّرورة من تذوق الطعام لتمييز ملوحته أو حلاوته ونحوها بشرط أن لا تبتلع المسلمة ما تتذوقه.

27- التّحرج من استعمال السّواك: فبعض النّساء يعتقدن أن السّواك من المفطرات الّتي لا يجوز استعمالها، وهذا خطأ، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة» [متفق عليه]، وهذا التّعميم يدل على استحباب السّواك في رمضان وفي غيره.

28- تحرج النّساء من استعمال الحناء: واستعمال الحناء لا حرج فيه للنساء؛ لأنه لا يصل إلى الجوف، وكذلك قطرة الأذن، والقطرة في العين فإنّهما لا يفطران لكونهما لا يصلان إلى جوف الصّائم، فجاز استعمالهما في الصّيام للحاجة.

29- الجهل بما يُعذر فيه الصّائم: فمن النّساء من تجهل الأعذار الّتي يُعذر بها الصّائم إن وقع في شيء من مفطرات الصّيام فإن تلك المفطرات وإن كانت تفسد الصّيام وقوعها إلا أن تأثيرها لا يكون مطلقًا في إفساد الصّيام، وإنما بحسب الدّوافع والحالات الّتي تدفع إلى تناول تلك المفطرات، أو الوقوع فيها.
فجميع المفطرات لا تفسد الصّيام إلا بثلاثة شروط: الأول: العلم، الثّاني: الذكر، الثّالث: القصد.
قال -تعالى-: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]، وقال -سبحانه-: {إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ} [النّحل: 106]، وقال -عزّ وجلّ-: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5].

فالأكل نسيانًا وكذلك الشّرب لا يُفسد الصّوم، وكذلك الاحتلام، وكذلك لو أكره الزّوج زوجته على الجماع نهار رمضان وهي ممتنعة، فإنّ صومها لا يفسد ويفسد صومه فقط.

30- التّحرج من الإفطار في السّفر: وهذا خطأ، فإن رخصة الإفطار في السّفر قد دل عليه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه» [صححه الألباني 1060]، وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس من البرّ الصّيام في السّفر» [رواه أبو داود 2407 وصححه الألباني]، ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد فعلوا ذلك ولم يعب الصّائمون على المفطرين منهم، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «كنا نسافر مع النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلم يعب الصّائم على المفطر، ولا المفطر على الصّائم» [متفق عليه].

31- بُعد النّساء عن فقه الحيض والّنفاس: فإن البعد عن هذا الفقه يجعل المسلمة تختلط في أحكام حالات الحيض. فالمرأة المسلمة يحرم عليها الصّيام وهي حائض ويفسد صومها متى وجد دم الحيض، ولو نزل الدّم منها وهي صائمة قبل غروب الشمس بلحظة، وإذا طهرت من الحيض ولو في أثناء نهار رمضان لم يصح صومها لوجود علة الإفساد في أول الصّيام وهي الدّم، وإن كانت تمسك بقية اليوم لحرمة الزّمان، والجهل بهذه الأحكام يجعل بعض النّساء يعتقدن بأن الدّم إذا خرج آخر النّهار قبل الغروب لا يضرّ بالصيام أو إذا انقطع بعد الفجر صح الصّيام، وهذه كلها من المخالفات النّاتجة عن الجهل بأحكام الحيض والنّفاس وكذلك أحكام الصّيام.

وصلّى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



  • إرسال مساهمة في موضوع

الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 16 أكتوبر 2024, 3:23 pm