[size=30]قصة حرب أكتوبر 1973[/size]
كاملة بالتفاصيل والأرقام
وقد دارت المعارك بقيادة الجيش المصري والسوري بمعاونة السودان والعراق وليبيا والسعودية والمغرب والجزائر والكويت وأطراف أخرى كالاتحاد السوفيتي، ضد إسرائيل بمعاونة الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا.
وفي هذه الحرب احتلت مصر القوة الأبرز بين العرب في قيادة وإدارة وتخطيط المعركة، وقد التف العرب حولها داعمين، في أروع صور الترابط والتعاون العربي وقتها.
وامتدت المعارك على أرض وسماء سيناء بمصر وهضبة الجولان بسوريا، وبعض المناطق الأخرى، حتى انتهت بمفاوضات واتفاقيات فض الاشتباك وقرارات من مجلس الأمن الدولي.
وكشفت كتابات ومذكرات القادة العسكريين ووثائق عربية وأجنبية أسراراً وحقائق عن حرب أكتوبر وما وقع فيها إنجاز، وما شابها من خلافات وأخطاء أدت لنتائج مختلفة.
القوة العسكرية للعرب
تمتلك مصر 800 ألف مقاتل منهم 300 ألف نشروا و80 ألف عبروا، و2400 دبابة منهم 800 عبروا، و2400 ناقلات مدرعة, و1120 وحدات مدفعية, و690 طائرة منهم220 عبروا، ونحو 60 في معركة المنصورة, و161 هليكوپتر، و104 سفينة حربية.ويمتلك الجيش السوري 150 ألف مقاتل، منهم 60 ألف نشروا، و1400 دبابة، ومن 800 : 900 ناقلات مدرعة، و600 وحدات مدفعية, و350 طائرة، و36 هليكوپتر، و21 سفينة حربية.
ويمتلك الجيش العراقي 20 ألف جندي، و310 دبابة، و300 مدرعة، و54 مدفع، و73 طائرة حربية، والجيش الأردني 4 آلاف جندي، و150 دبابة.
ويمتلك الجزائر 3 آلاف جندي، و96 دبابة، و22 طائرة حربية، وليبيا 42 طائرة حربية، والمغرب 12 طائرة حربية.
القوة العسكرية لإسرائيل
ويمتلك الجيش الإسرائيلي 415 ألف مقاتل, و1500 دبابة, و3 آلاف ناقلات مدرعة, و945 وحدات مدفعية, و561 طائرة, و84 هليكوپتر, و38 سفينة حربية.وشاركت الولايات المتحدة بألف دبابة، و476 مدرعة، و140 طائرة حربية، و8 مروحيات، بالإضافة لدعم الأسطول السادس الأمريكي.
كما شاركت أعداد غير معروفة من الطائرات الحربية لجنوب أفريقيا، بالإضافة لآلاف من المقاتلين والطيارين المرتزقة من الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى.
هذا بالإضافة لدعم أجهزة الأقمار الاصطناعية وأجهزة التقنيات الحديثة التي سخرتها الولايات المتحدة لخدمة إسرائيل.
خلفية ودوافع إسرائيل
لما سقطت الخلافة العثمانية، كان ذلك يعني سقوط أكبر دولة عظمى في العالم كانت تحمى المقدسات والأراضي الإسلامية، وتمنع محاولات إنشاء وطن لليهود في فلسطين.وأصبح العالم يحكمه قوتان عظمتان هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، ورغم الصراع فيما بينهما إلى أنهما دعما قيام دولة إسرائيل في عام 1948.
كانت إسرائيل تمارس العدوان واحتلال الأراضي والتوسع الاستيطاني في المنطقة العربية، ووقعت ثلاثة حروب كبيرة بين العرب وإسرائيل قبل حرب أكتوبر 1973م.
وكانت أولى الحروب عام 1948م ، حيث شن العرب هجوماً عسكرياً عقب إعلان دولة إسرائيل، لكنها انتهت بانتصار إسرائيل وهزيمة العرب.
وكانت الحرب الثانية هى العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، حيث تحالفت فرنسا وإسرائيل وبريطانيا وحاربت مصر بسبب قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وانتهت بقرار أممي لوقف القتال ونشر قوات دولية في سيناء، وفتح مضائق تيران للشحن الإسرائيلي.
والحرب الثالثة هى نكسة يونيو عام 1967 م، والتي احتلت فيها إسرائيل أرض سيناء بمصر، وهضبة الجولان بسوريا، والمزيد من الأراضي الفلسطينية.
أسباب حرب أكتوبر 1973م
أدت نكسة 67 لخسائر جسيمة في الجيش المصري والسوري والأردني، واحتلال إسرائيل لقناة السويس وصحراء سيناء ووادي الأردن ومرتفعات الجولان السورية، ومدينة القدس، وأصبح العمق العربي في خطر.واستولت إسرائيل على معدات حربية عربية، وعلى حقول النفط في سيناء، وأنشأت ساتراً ترابياً على امتداد قناة السويس (خط بارليف)، وأيضاً (خط آلون) على جبهة الجولان، وأصبحت مضائق تيران والبحر الأحمر تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأصدر مجلس الأمن قراراً بانسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود 67، لكن دون تأثير أو ضغط من الدول العظمى.
وبدأت سوريا ومصر حرب الاستنزاف، وهى معارك محدودة ومتكررة لإنهاك واستنزاف العدو الإسرائيلي، كما نشطت في فلسطين حركات المقاومة الشعبية، وأدت هذه الجهود المتناثرة لنتائج أدهشت المراقبين، وشجعت القيام بالخطوة الأكبر.
وبدأت مصر وسوريا تعدان العدة لحرب كبرى تهدف لاستعادة الأراضي التي تم احتلالها عام 1967م.
السادات يتوسط وزير الحربية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر.
الرئيس أنور السادات والفريق الشاذلي يستمعان إلى شرح المشير أحمد إسماعيل وفي الصورة محمد عبدالغني الجمسي وفؤاد نصار
الرئيس السوري حافظ الأسد وبجانبه وزير الدفاع مصطفى طلاس على الجبهة السورية.
الخطة والإعداد للحرب
كانت الخطة ترمي إلى خداع إسرائيل وأمريكا، وشن هجوم مباغت من كلا الجبهتين المصرية والسورية، ولكي يتم ذلك لابد من حزمة إجراءات لإعداد مسرح العمليات لتنفيذ خطة الحرب.أصدر الرئيس السادات عقب توليه الرئاسة قرارات بإعفاء القادة العسكريين وتعيين جدد مشهود لهم بالشجاعة والبطولة والتدين، وتم تغيير نظام التجنيد والاهتمام بالدعم المعنوي وتقوية الروابط بين الجنود واستعادة الثقة في قدراتهم.
اهتم الجيش بتربية الروح المعنوية على أساس الإيمان بالله والصبر والثبات والتضحية في سبيله، فبرزت أدوار العلماء والفقهاء بين صفوف الجنود في المعسكرات، بعدما كانت تعتمد سابقاً على الأغاني في التحفيز المعنوي.
قامت القوات المسلحة المصرية بإنشاء تحصينات لحماية الأفراد والأسلحة والمعدات والذخائر، وحفر خنادق ومرابض النيران للمدفعية.
كما أنشأت مراكز قيادة، وإقامة سواتر ترابية غرب القناة، وفيها هضبات لاحتلال الدبابات، وإنشاء شبكة صواريخ مضادة للطائرات.
وتم إنشاء ملاجئ ودشم خرسانية مسلحة للطائرات والمعدات الفنية بالقواعد الجوية والمطارات وزودت بأبواب من الصلب.
وإنشاء 20 قاعدة ومطار جديد وتشكيل وحدات هندسية في كل مطار لصيانة وسرعة إصلاح الممرات بمجرد قصفها.
تم تزويد المشاة بمعدات خاصة وأسلحة دعم تتناسب مع مشكلة عبور قناة السويس.
حرصت مصر على تطوير الإمكانيات العسكرية والاستفادة من خبرات ودعم الدول الصديقة، ووطدت العلاقات والتنسيق العسكري مع سوريا، واتفقتا سوياً على موعد وخطة الحرب.
واتفقتا على أن يكون الهجوم يوم عيد الغفران اليهوي حيث تتعطل عندهم الخدمات الجماهيرية بما في ذلك وسائل الاعلام والنقل الجوي والبحري.
خطط التمويه والخداع
دخلت مصر وسوريا في مشروع للوحدة مع ليبيا والسودان، فظن العدو أن قيادات مصر وسوريا انشغلت عن الحرب.لكن الحقيقة أن الطيارين المصريين كانوا يتدربون في القواعد الليبية، وتم نقل الكلية الحربية المصرية إلى السودان بعيداً عن مدى الطيران الإسرائيلى.
وشكل مشروع الوحدة غطاء لاجتماع القادة العسكريين في مصر وسوريا والتنسيق بينهما على خطة الحرب.
وطورت مصلحة الدفاع المدني بمعدات إطفاء قوية وحديثة، وهى لا تمثل إزعاجاً للعدو، لكن الحقيقة أنها كانت تجهز لتجريف خط بارليف.
ورغم الحرص الشديد على مباغتة العدو، إلا أن معلومات أولية وصلت لإسرائيل قبل الحرب بيوم، لكن دون معرفة توقيت الهجوم، فعقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً طارئاً وقررت تعبئة الاحتياط، لكن الوقت لم يكن كافياً.
[size=30]أحداث المعركة[/size]
يوم 6 أكتوبر
الجبهة المصرية
افتتحت مصر حرب 1973 بضربة جوية في الساعة 2 ظهراً، تشكلت من 222 طائرة مقاتلة في وقت واحد وعلى ارتفاع منخفض، عبرت قناة السويس وخط الكشف الراداري الإسرائيلي.وقد استهدفت محطات الشوشرة والإعاقة في أم خشيب وأم مرجم ومطار المليز ومطارات أخرى ومحطات الرادار وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.
وكانت الخطة تتضمن ضربتين متتاليتين، لكن النجاح الهائل للضربة الأولى، أدى لإلغاء الضربة الثانية.
بعدها بخمس دقائق قامت أكثر من 2000 قطعة مدفعية وهاون ومعها لواء صواريخ تكتيكية أرض بقصف مركز لمدة 15 دقيقة صانعة عملية تمهيد نيراني، وكانت هذه هى القصفة الأولى على عمق 1.5 كيلو على الشاطئ الشرقي للقناة.
وأثناء ذلك تحركت مجموعات اقتناص الدبابات وعبرت قناة السويس بقوارب مطاطية، لتدمير دبابات العدو.
وفي الساعة 2.20 أطلقت المدفعية القصفة الثانية على عمق 1.5 : 3 كيلو، وأثناء ذلك بدأت موجات عبور الجنود المشاة، في القوارب الخشبية والمطاطية.
وفى نفس الوقت قام سلاح المهندسين بفتح ثغرات في الساتر الترابى لخط بارليف عبر تشغيل طلمبات المياه وإزاحة أطنان الأمتار المكعبة من الرمال.
وبعد فتح الثغرات قامت وحدات الكباري بإنزال وتركيب كباري استغرقت من 6-9 ساعات حتى تركيب جميع الكباري الثقيلة والخفيفة والهيكلية والناقلات البرمائية.
الساعة 4.30 تم عبور 8 موجات من المشاة وأصبح لدى القوات المصرية على الشاطئ الشرقي للقناة خمسة رؤوس كباري.
وبحلول الظلام أتمت عملية العبور إلى شرق القناة حتى أكملت 80 ألف مقاتل مشاة و 800 دبابة ومدرعة ومئات المدافع.
البحرية المصرية
قامت قوات البحرية المصرية في بورسعيد بقصف النقطة الحصينة للعدو جنوب بورفؤاد، والأهداف المعادية في خليج السويس.وقصفت عبر لنشات الصواريخ تجمعات للعدو في رمانة ورأس بيرون على ساحل البحر المتوسط وعلى خليج السويس وهاجمت أهداف العدو الحيوية في رأس مسلة ورأس سدر.
وهاجمت الضفادع البشرية منطقة البترول في بلاعيم، وأعاقت وحدات الألغام الملاحة في مدخل خليج السويس عن طريق بث الألغام فيه.
وقطعت القوات البحرية المصرية الملاحة في المواني الإسرائيلية على البحر المتوسط بنسبة 100 % وفى البحر الأحمر بنسبة 80 %
بلغت خسائر مصر في اليوم الأول 5 طائرات ، 20 دبابة ، 280 شهيد، وخسر العدو 25 طائرة و 120 دبابة، ومئات القتلى، وتدمير 15 حصن في خط بارليف.
الجبهة السورية
وفي نفس التوقيت الساعة 2 ظهراً هاجمت القوات السورية التحصينات الإسرائيلية في الجولان بقذائف المدافع، واندفعت الآلاف من القوات البرية السورية إلى داخل مرتفعات الجولان، بدعم الدبابات والطيران السوري.وأطلق الطيران السوري قرابة الـ 100 طائرة مقاتلة سورية، وفتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف، لتنطلق وحدات الجيش عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية.
وقد تواجدت بالجولان وحدات مغربية قبل الحرب عرفت بالتجريدة المغربية، ووصلت وحدات عراقية وأردنية وسعودية فور نشوب الحرب.
كانت الهجمة المصرية السورية ناجحة بامتياز، فقد فوجئت إسرائيل وشغلت صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل وأعلنت حالة الطوارئ، واستكملت التعبئة التي بدأتها قبل ساعات، لكن الوقت كان متأخراً بما أعجزها عن القيام برد فعل.
واندهش العالم بما يحدث في المنطقة، فلأول مرة يحقق العرب والمسلمون قوة وانتصاراً مدهشاً منذ سقوط الخلافة العثمانية، ورغم اختلاف موازين القوى بين العرب وإسرائيل.
وحدات من الجيش المصري تعبر قناة السويس.
خط بارليف
القوات المصرية تعبر للضفة الشرقية لقناة السويس.
القوات المصرية تعبر قناة السويس.
جنود مصريون يحتفلون بالعبور الناجح لقناة السويس خلال حرب رمضان.
مهندسو الجيش المصري واستخدامهم لخراطيم المياه لاختراق الجدار الرملي الإسرائيلي في الضفة الشرقية.
الجيش المصري يعبر القناة
أسرى إسرائيليون في سوريا في حرب أكتوبر 1971
هزيمة جولد مائير وشعورها بخيبة الأمل
الجنود يرفعون العلم وراية الانتصار في حرب أكتوبر
الجنود يرفعون العلم وراية الانتصار في حرب أكتوبر
جندي يلوح بعلامة النصر
فرحة الجنود المصريين بانتصار أكتوبر
خريطة عبور قناة السويس
7 أكتوبر
الجبهة المصرية:
دفعت إسرائيل بفرقتين، واحدة بقيادة شارون متجهة نحو الإسماعيلية، والثانية بقيادة أدان متجهة نحو القنطرة، بالإضافة لفرقة كانت موجودة منذ بداية الحرب بقيادة مندلر، وبذلك أصبح العدو معه 950 دبابة بجبهة القتال.ودارت معركة القنطرة شرق، واستمر القتال شديداً، وتمكن المصريون في نهاية اليوم من حصار المدينة تمهيداً لتحريرها.
الجانب السياسي
أرسل الرئيس السادات رسالة سرية غير متوقعة إلى الرئيس الأمريكي يخبره فيها بأنه لن يعمق مدي الإشتباكات ويشرح فيها أهداف مصر من خوض الحرب.كانت وثيقة الرسالة سرية ولم يُفرج عنها إلا بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، واعتبر مراقبون أن موقف السادات بهذه الرسالة كان خطئاً، لأنه كشف خطة الحرب للعدو، وأدت لنتائج عكسية لصالح العدو الإسرائيلي في الأيام الأخيرة للحرب.
الجبهة السورية:
تمكن الجيش السوري من الاستيلاء على القاعدة الإسرائيلية الواقعة على كتف جبل الشيخ في عملية إنزال بطولية استولى خلالها على مرصد جبل الشيخ ورفع العلم السوري فوق أعلى قمة في جبل الشيخ.وتراجعت العديد من الوحدات الإسرائيلية أمام الضغط السوري، وأخلت إسرائيل مستوطناتها في الجولان.
8 أكتوبر
الجبهة المصرية:
اقتحم المصريون مدينة القنطرة شرق، ودار القتال في شوارعها، وانهار العدو، وغنم المصريون أسلحة ودبابات العدو، وأسر 30 إسرائيلي.معركة عيون موسى
وقع قتال بين المصريين والإسرائيليين على عمق 8 إلى 11 كيلو مترا ً شرق القناة، ونجح المصريون في احتلال مواقع العدو المحصنة التي يتمركز فيها ستة مدافع كانت تقصف بها السويس.معركة الفردان
حاول العدو الهجوم مرة أخرى شرق الإسماعيلية، ودارت معركة الفردان بين المصريين والاسرائليين، وفشل الهجوم الإسرائيلي.الجانب السياسي
الرئيس الأمريكي يرد على رسالة الرئيس المصري بالترحيب ويدعي بأن أمريكا ستبذل جهدها لإحلال السلام في المنطقة.الجبهة السورية:
كثفت القوات السورية هجومها وأطلقت سورية هجوماً صاروخياً على قرية مجدال هاعيمق شرقي مرج ابن عامر داخل إسرائيل، وعلى قاعدة جوية إسرائيلية في رامات دافيد الواقعة أيضا في مرج ابن عامر.وشهدت جبهة الجولان على مدى ثلاثة أيام معارك ضارية بالدبابات والمشاة استمرت ليلاً نهاراً، ووصلت الدبابات السورية إلى كفر نفاخ وجسر بنات يعقوب وشارفت على طبرية.
في حين تمكنت قوات أخرى من دخول القنيطرة بعد أن تكبد الطرفان خسائر فادحة.
9 أكتوبر
الجبهة المصرية:
الجيش المصري يقرر وقف القتال اعتباراً من 10 أكتوبر، وعمل وقفة تعبوية عملياتية لمدة 5 أيام، من 10 : 15 أكتوبر.ويرى مراقبون خطأ القرار المصري في هذا التوقيت، فرغم نجاح المصريين في صد كل الهجمات الإسرائيلية، وتدمير أغلب الاحتياط الإسرائيلي.
فإن القيادة المصرية لم تغتنم هذه الفرصة لمتابعة الهجوم واستثمار النصر، فكانت الوقفة المصرية لصالح إسرائيل.
الجبهة السورية:
أسقطت الدفاعات السورية أعدادا كبيرة من الطائرات الإسرائيلية مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وطلبت إسرائيل مساعدة الولايات المتحدة لمساندتها في الحرب.10 أكتوبر
ونقلت أمريكا أفواجاً من الطائرات والدبابات والمعدات لإسرائيل بدءاً من يوم 10 أكتوبر.
جسر أمريكي ينزل دبابة في سيناء لدعم اسرائيل
11 أكتوبر
13 أكتوبر
ويقرر السادات تطوير الهجوم شرقاً صباح 14 أكتوبر، لدفع العدو غرب الممرات الجبلية لتقييد حركته، ولتخفيف الضغط على الجبهة السورية، رغم اعتراض قائد الأركان الشاذلي.
وتتطلب الخطة نقل فرقتين من شرق القناة إلى غربها للمشاركة في عملية التطوير.
بمساعدة أمريكية حصلت إسرائيل على معلومات كاملة عن القوات المصرية شرق وغرب القناة، وحجم قوات التطوير واتجاه المحور الرئيسي.
14 أكتوبر
ودارت في هذه المنطقة أكبر معارك الدبابات شاركت فيها نحو 2000 دبابة إسرائيلية ومعدات حديثة وصلت لإسرائيل مؤخراً من أمريكا عبر الجسر الجوي.
ودمرت إسرائيل 250 دبابة مصرية، فانسحبت قوات التطوير وعادت إلى رؤوس الكباري، وفشل التطوير.
واضطرت القوات المصرية أن توقف القتال على جبهتها بسبب انكشاف ظهر قواتها للعدو، وقرب نفاذ الزخيرة، ونتيجة قيام أمريكا بعمل جسر جوي من المعدات لإسرائيل في عمق سيناء، كما فعلت بالجولان في سوريا.
واعتبر مراقبون أن قرار التطوير يعد أسوأ قرار استراتيجي اتخذته القيادة المصرية أثناء الحرب لأنه جعل ظهر الجيش المصري غرب القناة شبه مكشوف في أي عملية التفاف وهو ما حدث بالفعل.
ففي الليل تمكنت قوة إسرائيلية صغيرة من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية، وبدأ تطويق الجيش الثالث المصري، ما سبب في حدوث ثغرة بين صفوف القوات المصرية عرفت باسم “ثغرة الدفرسوار”.
16 أكتوبر
17 أكتوبر
وعبرت 3 فرق إسرائيلية بقيادة شارون وادان وماجن للجانب الغربى، وسيطرت على منطقة واسعة امتدت إلى تخوم مدينة السويس.
كان هدف عبور الجيش الإسرائيلى من الشرق إلى الغرب هو ضرب مضادات الصواريخ المصرية، واحتلال الاسماعيلية وتطويق الجيش الثانى، واحتلال السويس وتطويق الجيش الثالث.
ووقعت اشتباكات مع الجيش المصري، ولحقت به أضراراً بالمعدات العسكرية ومئات الشهداء والمصابين.
وتأخر السادات في مواجهة وتصفية الثغرة، قيل بسبب اختلاف القادة، وقيل بسبب تهديداً وصله من الرئيس الأمريكي بأن أمريكا لن تسمح بهزيمة إسرائيل.
جسر إسرائيلي في قناة السويس لعبور الثغرة
جسر إسرائيلي في قناة السويس لعبور الثغرة
21 أكتوبر
وقررت إسرائيل أن تبذل جهداً كبيراً لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية قبل موعد وقف إطلاق النار.
22 – 23 أكتوبر
واستمرت إسرائيل في القتال، وتقدمت حتى وصلت إلى مؤخرة الجيش الثالث لقطع طريق مصر السويس الصحراوي والاستيلاء على مدينة السويس.
بعد ذلك أصدر مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر لتأكيد وقف إطلاق النار، ووافقت مصر وإسرائيل على وقف إطلاق النار صباح يوم 24 أكتوبر.
24-25 أكتوبر
لكن محاولات إسرائيل فشلت في احتلال مدينة السويس يومي 24 و 25 أكتوبر ، برغم أنها نجحت في قطع طريق مصر السويس الصحراوي، وذلك بسبب بسالة المقاومة الشعبية العفوية.
طالب السادات الاتحاد السوفيتي وأمريكا بإرسال قوات من عندها لضمان وقف إطلاق النار، فقبل الاتحاد السوفيتى وعزم على إرسال قوات سوفيتية.
لكن أمريكا اعترضت بشدة، وهددت بتعبئة القوات الأمريكية بكل العالم بما فيها السلاح النووري، مما أجبر الاتحاد السوفيتى على التراجع.
28 أكتوبر
قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في الكيلو 101| حرب أكتوبر
اتفاقات
ونص الاتفاق السوري على انسحاب إسرائيل من جزء من الأراضي المحتلة يتضمن مدينة القنيطرة، ورفعت سوريا علمها على القنيطرة، وقررت عدم إعمارها قبل عودة كل الجولان للسيادة السورية.
وبعد إتفاقية فض الاشتباك الأولى بين مصر وإسرائيل، تم التوصل لاتفاقية ثانية في سبتمبر 1975م.
بعدها تم التوصل لاتفاقية سلام شامل في “كامب ديفيد” سبتمبر 1978م، وبعدها وقعت الاتفاقية الخاصة بمصر وحدها في مارس عام 1979م.
نتائج حرب أكتوبر:
من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس وعودة الملاحة في يونيو 1975، واسترداد جزء من أراضي سيناء، وجزء من هضبة الجولان بسوريا.تغيرت المفاهيم والنظريات حول مفهوم الصراع المسلح ومفاهيم الاستراتيجية والتكتيك والتسليح، وتداعى الخبراء والمنظرون العسكريون والسياسيون من الشرق والغرب لدراسة ما حدث في حرب أكتوبر.
كشفت الحرب عن قدرات هائلة في العالم العربي من قوة إيمان واستعداد كبير للتضحية والبذل، وذكاء متقدم في التخطيط وإدارة الحرب بتفاصيلها الدقيقة.
انهارت إسرائيل وفقدت سمعتها بأنها جيش لا يقهر وتكبدت خسائر لم يسبق لها مثيل وفقدت اطمئنانها وسط العالم العربي وسط خشية من حدوث مفاجآت مباغتة كما حدث في أكتوبر.
الإصابات والخسائر العربية
8,528 قتيل من المدنيين والعسكريين، و19,549 جريح.مصر: تدمير 500 دبابة، 120 طائرة حربية، 15 مروحية.
سوريا: تدمير 500 دبابة، 117 طائرة حربية، 13 مروحية.
العراق: تدمير 137 دبابة، 26 طائرة حربية.
الأردن: تدمير 18 دبابة