– الاُلم عند الزوجة يؤدي للبرود الجنسي :
إحساس الزوجة بالألم اًثناء الجماع يفقد الطرفين جزءا كبيرا من نشوة اللقاء . وقد يصبح سببا خفيا لتوتر العلاقة بينهما ، خاصة بين الاًزواج الجدد ، حين تخجل الزوجة من مصارحة زوجها بما تشعر به ، وتحاول اًن تتحمل الألم دون اًن تظهر انزعاجها ، وهي بذلك تدعو زوجها للقلق دون اًن تدري ؛ لاًنها تبدو في حالة برود جنسي فلا تظهر إشتياقها للمعاشرة الجنسية لإرتباط ذلك بحدوث الألم ، حتى لو نجحت في تحمل الاًلم ، فإنها تفشل عادة في أن تتفاعل مع زوجها أثناء الجماع ، فيكون جماعا فاترا . فيشعر الزوج بوجود شيء مبهم قد يفسره بتغير مشاعر زوجته اًو عدم إنجذابها له ، بينما الاًمر غير ذلك ..
فالمصار حة مطلوبة في هذه الحالة لتفهم الموقف ، وتكييف العلاقة الجنسية بشكل مؤقت حتى يتم معرفة السبب في اًلم الجماع وعلاجه . وإليك بعض هذه الاًسباب :
– جفاف المهبل : من اًبسط اًسباب اًلم الجماع هو جفاف المهبل بمعنى خلوه من الإفرازات التي تصحب حدوث الإثارة الجنسية لتجعل المكان لزجا فيسهل إيلاج العضو . لذلك فحدوث الإيلاج دون مداعبة الزوجة مسبقا – حتى تشعر بالإثارة الجنسية ويبدأ خروج هذه الإفرازات – يجعل المهل غير مهياً لإستقبال عضو الزوج مما يؤلم الزوجة .
ولجفاف المهبل أسباب أخرى ترتبط بهورمون الاستروجين ، فكلما نقصت نسبة هذا الهورمون ضعف خروج هذه الإفرازات الملينة للمهبل . لذلك يحدث جفاف المهبل مع بلوغ المراًة سن اليأس ، أو إذا تم استئصال المبيضين ، وذلك الانقطاع إفراز هورمون الإستروجين ، أو إذا كانت الزوجة تستعمل حبوب منع الحمل القليلة الاحتواء على هورمون الاستروجين .
في مثل هذه الحالات يكون العلاج بالاستعاضة عن الهورمون الناقص اًو باستخدام وسائل موضعية لتطرية المهبل ، بناء على استشارة الطبيب .
–تشنّج المهبل : أحيانا يرتبط ألم الجماع بأسباب نفسية مثل كره الزوجة لممارسة الجنس لعدم إحساسها بالحب والانسجام تجاه الزوج ، اًو خوفها من حدوث حمل على غير رغبتها ، اًو توقعها بأن يكون الإيلاج مؤلما ، كإحساس معظم الزوجات في ليلة الزفاف . تؤدي مثل هذه الاًسباب إلى حالة تسمى تشنج المهبل (Vaginismus) وهي عبارة عن حدوث إنقباض لا إرادي لعضلات المهبل عند فتحته الخارجية ، كتعبير جسماني عن الرفض النفسي لحدوث الجماع ، وبالتالي يصبح الإيلاج مؤلما ، اًو قد يتعذر تماما بسبب شدة الإنقباضات العضلية .. عادة تزول حالة التشنج مع استكمال الإيلاج ، لكنها قد تبقى مستمرة في بعض السيدات طوال فترة الجماع مع إستمرار الإحساس والألم والتوتر .
وفي حالات قليلة قد يحدث تشنج المهبل نتيجة لسبب عضوي بالأعضاء التناسلية كوجود إلتهاب أو قرحة أو ورم ، لكن قد يستمر حدوث التشنج والاٍحساس بالاًلم حتى بعد زوال الاٍصابة العضوية بسبب توقع الزوجة بأن يستمر الاٍحساس بالاًلم .
يكون العلاج في هذه الحالة بإجراء فحص عضوي للزوجة لاستثناء وجود سبب عضوي لحدوث التشنج . وفي حالة سلامة الزوجة من اًي إصابة موضعية ، يجب إستشارة الطبيب النفسي . وعادة يكون العلاج بالمهدئات والأدوية المزيلة لتوتر العضلات إلى جانب العلاج النفسي .
– اًسباب التعلق بطبيعة الجهاز التناسلي : مثل الضيق الزائد لفتحة المهبل ( أو الكبر الزائد لعضو الزوج ) ، أو وجود حاجز من الأنسجة بتجويف المهبل . في الحالة الاًولى يكون العلاج بتوسيع المهل تدريجيا بآلة طبية خاصة لذلك ، اًو اًحيانا بتوسيعه جراحيا . أما في الحالة الثانية فيكون العلاجِ بإزالة الحاجز المهبلي جراحيا .
وأحيانا يكون غشاء البكارة هو المسئول عن عسر الجماع ، إذا كان من النوع السميك الصلب الذي لا توجد به فتحة لخروج دم الحيض . في هذه الحالة لا تشكو الزوجة من ألم الجماع بقدر ما تكون الشكوى من صعوبته نظرا لإنسداد الغشاء مما لا يسمح بإيلاج عضو الزوج .
عموما هذه الحالة من الحالات القليلة والتي يتم تشخيصها في سن مبكرة حين تشكو الفتاة من عدم نزول دم الحيض وعلاج هذه الحالة هو إجراء عملية جراحية بسيطة ، يقوم فيها الجراح بعمل فتحة صغيرة بالغشاء لتسمح بنزول دم الحيض .
– حالات مرضية : هناك طائفة كبيرة من الحالات المرضية التى يمكن اْن تؤدي للإحساس بالاًلم أثناء الجماع ، لكنها غير شائعة بين الزوجات الحديثات ، ويظهر الألم فيها على حسب مكان الجزء المصاب ، فإذا كانت الإصابة على الأعضاء الخارجية أو ما يجاورها ، يقتصر عادة الإحساس بالاًلم على وقت مرور القضيب إلى داخل المهبل كما في حالة إلتهاب الاًعضاء الخارجية ( الفرج ) مثل التهاب الشفرين ، اًو التهاب قناة مجرى البول ، اًو وجود قروح عند فتحة المهبل اُّو بتجويفه .
أما إذا كانت الإصابة داخلية فينشاً الإحساس بالاًلم بعد إتمام الإيلاج , وربما يمتد لفترة بعد إنتهاء الجماع ، كما في حالة التهاب المبيضين اًو قناتي فالوب ، أو في حالة وجود خراج بالحوض ، اًو ورم ليفي بالرحم … إلى آخره .
يتضح من مثل هذه الأسباب اًن تكرار حدوث الألم أثناء الجماع في سيدة متزوجة هو عرض لا ينبغي إهماله ، خاصة إذا لم تكن تشعر بالألم من قبل ، فقد يشير إلى حالة مرضية يجب الإسراع في الكشف عنها حتى يكون العلاج مجديا .