منتدىS&T

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدىS&T

منتدى عام متنوع


    وماذا بقى من الثورة؟

    الحاجS&T
    الحاجS&T
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    عدد المساهمات : 3104
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    الموقع : S@T

    وماذا بقى من الثورة؟ Empty وماذا بقى من الثورة؟

    مُساهمة من طرف الحاجS&T الأربعاء 06 فبراير 2013, 10:47 am

    وماذا بقى من الثورة؟


    مازال الخلاف قائما حول ثورة يوليو؟ وهل كانت
    ثورة أم انقلابا عسكريا؟‏..‏ وبعد عشرات السنين مازال الخلاف حول سعد زغلول وهل
    كان ثائرا أم مصلحا؟‏..‏ أما عرابي فحدث عنه ولا حرج فقد كان زعيما قاد ثورة انتهت
    به إلى المنفى ليعود إلى مصر ويقابله الناس بكل ألوان الجحود والنكران.. إن هذا
    يعني بالضرورة أننا اختلفنا وسوف نختلف أكثر على ثورة يناير.. هناك من يراها
    انتفاضة مجموعة من الشباب.. وهناك من يرى فيها أصابع خارجية وتمويلا أجنبيا..
    وهناك من يرى أنها ثورة حقيقية بكل مقاييس الثورات.. وفي كل الحالات سوف نترك
    للتاريخ الحكم النهائي في تشخيص الحالة ووضعها في مكانها الصحيح..






    في هذا السياق فأنا واحد من الذين رأوا من البداية أننا أمام ثورة
    حقيقية وأن الشعب المصري شارك في هذه الثورة بكل طبقاته، وان الجيش المصري ساند
    هذه الثورة وكان له دور بارز في حمايتها، وهذه مقدمة لابد أن نتفق عليها من
    البداية، أما حكم التاريخ فسوف يكون منصفا لهذه الثورة..






    في خلال عام واحد شهدت مصر مجموعة أحداث كبرى من الصعب أن تتم إلا من
    خلال حدث كبير يهز أركان المحروسة.. ومثل كل الزلازل والبراكين هناك أنهار وعيون
    ماء تتفجر ومناجم ذهب تخرج إلى سطح الأرض، وهناك نيران وضحايا وخسائر.. وإذا
    توقفنا أمام أحداث يناير علينا أن نراجع ما ترتب على هذا الحدث الضخم خلال عام
    واحد.. كل الظواهر المرئية وغير المرئية قبل يناير كانت تؤكد أن مصر على أبواب حدث
    كبير وأننا أمام حالة فوران شعبي سوف تحمل متغيرات ضخمة وهو ما حدث..






    من كان يصدق في بداية عام 2011 أن يتم خلع الرئيس السابق وتنحيته عن
    الحكم وهو الذي كان يستعد لدخول انتخابات جديدة ليكمل بها أربعة عقود في حكم مصر
    كأطول فترة لحاكم منذ عهد الفراعنة.. ومن كان يصدق أن نشاهد الرئيس نفسه مع أبنائه
    ورموز حكمه خلف القضبان وهم ينتظرون الآن كلمة العدالة..






    من كان يصدق أن يتم في أسبوع واحد تغيير الحكومة الذكية وإلغاء مجلسي
    الشعب والشورى واحتراق الحزب الوطني وخروجه تماما من منظومة العمل السياسي وإلغاء
    جهاز أمن الدولة واختفاء المئات من رموز العهد البائد في السلطة والأجهزة
    التشريعية والحزبية..






    من كان يصدق أن تجرى في مصر انتخابات برلمانية حرة ونزيهة يتخلص فيها
    المصريون تماما من فلول الحزب الوطني، وأن يتحدث العالم كله عن النجاح الساحق
    للقوى الإسلامية في الانتخابات.. لا يستطيع أحد أن يشكك في أن هذه الانتخابات كانت
    حدثا فريدا في تاريخ مصر.. قد تكون المفاجأة فيها أن فوز الإسلاميين بهذه الصورة
    لم يكن متوقعا.. ولكنها الديمقراطية التي لابد أن نمارسها بقواعدها وهي الإرادة
    الشعبية، وإذا كان من الصعب أن نغير نتيجة مباراة في كرة القدم فكيف نطعن في إرادة
    واختيار 60% من أصوات المصريين.. إذا كانت نتيجة الانتخابات قد أزعجت تيارات
    سياسية مختلفة فإن عليها الآن أن تعيد حساباتها وتستعد لانتخابات قادمة فنحن في
    معركة مفتوحة..






    من كان يصدق أن تشهد مصر خلال عام الثورة أكبر تظاهرات يشهدها تاريخ
    هذا الوطن في حشود شاركت فيها الملايين.. من ينسى خروج 15 مليون مواطن ليلة تنحي
    الرئيس السابق في احتفالية لم نشهدها من قبل.. من يصدق أن تخرج أكثر من مليونية
    طوال هذا العام لم تحرسها الشرطة ولم يشارك الجيش في حمايتها أمنيا.. مليون مواطن
    بلا حراسات أو تأمينات أو قوات أمن ولا تحدث أزمة واحدة.. مظاهرات سلمية يشارك
    فيها الملايين وتعود إلى بيوتها آمنة سالمة.. هل هناك من يشكك في أن هذا السلوك
    الحضاري الرفيع كان شيئا جديدا علينا.. كيف استطاعت قوى الثورة من الشباب أن تحافظ
    على هذه الصورة منذ بداية الثورة وأن تقدم للعالم صورة شعب عظيم مارس العمل
    السياسي في أول تجربة له بهذا الرقي وحرص على أن تكون المظاهرات سلمية في كل شيء..






    من كان يصدق أن يتم تشكيل عشرات الأحزاب السياسية الصحيحة دون الدخول
    في مساومات وصفقات مع الحكومة في إجراءات روتينية وإدارية ساذجة كانت تمثل نموذجا
    للفساد السياسي بكل صوره وآلياته.. في شهور قليلة خرجت للنور أحزاب الحرية
    والعدالة والنور والكتلة والعدل والثوار والجماعة الإسلامية.. هناك أحزاب سياسية
    في العصر البائد بقيت سنوات طويلة تنتظر فرمانا حكوميا بظهورها.. وهناك أحزاب تم تدميرها
    بالكامل والإطاحة بكل رموزها مثل حزب العمل وجريدته الشعب ورئيسه الراحل إبراهيم
    شكري، هذا بجانب المحظورات التي وضعها الحزب الحاكم في وجه المعارضة خاصة الأخوان
    المسلمين ما بين المعتقلات والسجون..






    قد تكون الدولة أسرفت في ظهور عدد كبير من الأحزاب بعد الثورة ولكن هذه
    هي شروط اللعبة السياسية التي تسمى الديمقراطية أن ظهور هذا الكم من الأحزاب
    ومشاركتها في العملية الانتخابية كان من أهم إنجازات ثورة يناير..






    من كان يصدق أن يتم الإفراج عن هذا العدد الرهيب من المعتقلين
    السياسيين في السجون المصرية والذين بلغ عددهم في ظل النظام السابق في مرحلة من
    المراحل أكثر من 45 ألف معتقل سياسي.. ومع هؤلاء كان خروج ملفات كثيرة من مقار أمن
    الدولة أدانت بشدة الحكم البوليسي الذي مارس كل ألوان البطش ضد المعارضة السياسية
    بكل أشكالها..






    من كان يصدق أن مصر كانت تعيش فوق هذا المستنقع الرهيب من الفساد في كل
    شيء، وهو الذي طفح مرة واحدة على وجه الإعلام المصري وأصبح حديث العالم كله.. وكيف
    المصريون أن يعيشوا في ظل هذا المستنقع ثلاثين عاما ما بين الفقر والجهل والجوع
    والأمية.. لقد طفت على السطح مئات المشاكل ابتداء بسكان العشوائيات وأطفال الشوارع
    وضحايا البطالة وفساد مؤسسات الدولة ونهب ثروات الشعب وهروب بلايين الدولارات..
    لقد كشفت الثورة الوجه القبيح لنظام سياسي فاسد أضاع على هذا الشعب كل فرص التقدم
    في كل شيء في التعليم والصحة والسكن والفكر والثقافة والمرافق والخدمات والحياة
    الكريمة..






    اكتشف المصريون أن مصر بلد غني ولكنه منهوب.. يسكنه 85 مليون مواطن
    تحكمهم قشرة من مجموعة أشخاص يأكلون كل خيراتها.. إنهم عصابة استولت على الحكم
    والمال والموارد وسخرت كل شيء لحمايتها في ظل سلطة قمع رهيبة استباحت حرية الإنسان
    ومطالبه..






    من كل يصدق أن نسقط أخطر مؤامرة دبرها النظام السابق ورموزه المتعفنة
    لتوريث الحكم والعودة بنا إلى ملكية مشبوهة.. لم يكن أحد في مصر في دائرة السلطة
    والقرار يستطيع أن يتحدث حتى همسا حول قضية التوريث، كان كل شيء يمضي نحو الهدف
    المنشود من خلال ترتيبات جهنمية للوصول إلى التوريث باستخدام كل ما هو مشروع وغير
    مشروع.. ومع سقوط مؤامرة التوريث سقطت عصابة رجال الأعمال وهذا الزواج الباطل بين
    المال والسلطة بكل ما حمله من مظاهر الخراب والدمار والنهب لموارد هذا البلد..






    من كان يصدق أن تخرج فلول الحزب الوطني المنحل من الانتخابات
    البرلمانية بهذه الصورة القاطعة التي حكم فيها الشعب بإقصاء هذه الفلول دون اللجوء
    إلى عزل سياسي.. إن قرار الشعب كان قرارا حاسما باستبعاد هذه الفئات الضاله من
    مسيرة المستقبل.. هناك أسماء كثيرة من فلول العهد السابق حاولت أن تلحق بمواكب
    الثورة حتى تتطهر من تاريخها القبيح ولكن الشعب استطاع كشف هذه الوجوه..






    من كان يصدق أن تشهد مصر هذه المساحة من الحريات رغم ما شابها من
    تجاوزات.. رئيس سابق أمام القضاء مع أبنائه يواجهون العدالة.. رموز النظام السابق
    الذين شاركوا في منظومة الفساد والإفساد خلف القضبان، حرية غير مسبوقة على الشاشات
    تتحدث في كل شيء دون حسابات لأي شيء.. عشرات الوجوه التي أخرجت ما لديها من شهادات
    وأوراق وخطايا للنظام السابق.. معارك صاخبة بين القوى السياسية المختلفة حيث لا
    حدود لشيء.. ورغم ما حدث من تجاوزات في حق المجلس العسكري والحكومة والسلطة
    والأحزاب وشباب الثوار والقوى السياسية الأخرى رغم هذه النغمات العالية والحوارات
    الفجة إلا أن الواقع المصري الجديد استوعب كل هذه الظواهر الجديدة وبدا الشارع
    المصري وكأنه يعيد تشكيل نفسه مرة أخرى..






    سوف يقول البعض إنني تحدثت فقط عن إيجابيات عام الثورة ولم أذكر شيئا
    عن السلبيات وهي كثيرة ابتداء باختلال منظومة الأمن وانتهاء بخسائر الاقتصاد وما
    حدث مع الشهداء والمصابين.. أقول.. لا توجد ثورات بلا خسائر ولا توجد أحداث كبرى
    بلا ضحايا.. ونحن أمام بركان ضخم مازلت اعتقد أنه أخرج عيون ماء ومناجم ذهب في هذه
    الأرض، وهناك نيران هنا ودخان هناك والوقت وحده سوف يعيد للأرض سكونها..






    مازلت أعتقد أن مصر في عام 2011 تختلف كثيرا عن كل الأعوام السابقة
    ويكفي أن هناك جيلا جديدا من الشباب من حقنا أن نفخر به فقد فتح لنا أبواب مستقبل
    جديد سوف يكون بإذن الله أكثر أمنا ورخاء..






    .. ويبقى الشعر





    أتيتك نهرا حزين الضفاف


    فلا ماء عندي.. ولا سنبلة


    فلا تسألي الروض كيف انتهيت..


    ولا تسألي النهر من أهمله


    أنا زهرة من ربيع قديم..


    أحب الجمال.. وكم ظلله


    حقائب عمري بقايا سراب


    وأطلال حلمي بها مهمله


    وجوه علي العين مرت سريعا


    فمن خان قلبي.. ومن دلله


    ولا تسألي الشعر.. من كان قبلي


    ومن في رحاب الهوي رتله


    أنا عابد في رحاب الجمال


    رأي في عيونك ما أذهله


    يقولون في القتل ذنب كبير


    وقتل المحبين.. من حلله ؟!


    أناديك كالضوء خلف الغيوم


    وأسأل قلبك من بدله ؟


    وأصبحت كالنهر طيفا عجوزا


    زمان من القهر قد أثقله


    فهذا الحريق الذي في يديك


    يثير شجوني.. فمن أشعله ؟


    وهذا الشموخ الذي كان يوما


    يضيء سماءك.. من أسدله ؟


    أعيدي الربيع لهذي الضفاف


    وقومي من اليأس.. ما أطوله


    فخير الخلائق شعب عنيد


    إذا ما ابتدا حلمه.. أكمله


    حزين غنائي فهل تسمعين


    بكاء الطيور علي المقصلة ؟


    أنا صرخة من زمان عريق


    غدت في عيون الوري مهزلة


    أنا طائر من بقايا النسور


    سلام الحمائم.. قد كبله


    أنا جذوة.. من بقايا حريق


    وبستان ورد.. به قنبلة


    فلا تسألي الفجر عن قاتليه


    وعن سارقيه.. ومن أجله


    ولا تسألي النهر عن عاشقيه


    وعن بائعيه.. وما أمله


    تعالي أحبك.. ما عاد عندي


    سوي الحب.. والموت.. والأسئلة


    زمان دميم.. أذل الخيول


    فما كان مني.. وما كنت له


    خيول تعرت.. فصارت نعاجا


    فمن روج القبح.. من جمله ؟


    ومن علم الخيل أن النباح


    وراء المرابين..ما أجمله ؟


    هنا كان بالأمس صوت الخيول


    علي كل باغ.. له جلجله


    فكم أسقط الحق عرش الطغاة


    وكم واجه الزيف.. كم زلزله فكيف انتهي المجد للباكيات


    ومن أخرس الحق.. من ضلله ؟


    ومن قال إن البكا كالصهيل


    وعدو الفوارس كالهروله ؟


    سلام علي كل نسر جسور


    يري في سماء العلا منزله


    "قصيدة الخيول لا تعرف النباح سنة 2000"


    نقلا عن جريدة الأهرام

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 17 مايو 2024, 4:42 am