25 شابا فى 25 يناير .. حرَّكوا..غيَّروا.. ثاروا
تلك نماذج على سبيل المثال لا الحصر لشباب عملوا لسنوات بصدق وإخلاص،
دفعوا مجهودا وعملا وعرقا، اعتقالا، وضربا وسحلا، كانوا أبناء مدارس سبقتهم، من
جيل أكبر يدينون له بالتمسك بالحلم…
لم يدّعِ هؤلاء أنهم أصحاب تلك الثورة، ولم ينسبوا يوما إلى أنفسهم ما
لم يصنعوه، هم فقط كانوا بمثابة شرارة لها، أو كما يحب بعضهم تسمية نفسه بالعامل
المحفّز الذى عجّل من حدوثها، بعد أن أدركوا أنه كما دفع أسلافهم فى الماضى ثمن
الحرية من دمائهم يتوجب على الأخلاف أن يدفعوا نصيبهم أيضا.. بينما يرى هؤلاء
الشباب أن نصيبهم كان أقل نصيبا دُفِع فى تلك الثورة.
أحمد ماهر
حدد مع أعضاء الحركات الشبابية نقاط انطلاق المظاهرات وأبلغ وائل غنيم
بها لنشرها.
25 يناير: كان مع عدد من أعضاء الحركة متمركزين بميدان مصطفى محمود
لتجميع المتظاهرين انتظارا لمسيرة قادمة من «ناهيا».
28 يناير: اشترك فى المظاهرات التى انطلقت بعد صلاة الجمعة من شارع
الجامع بإمبابة وطافت شوارع وحوارى المدينة لتصبح أكبر المسيرات التى خرجت يوم 28
يناير.
حركة «6 أبريل» أول من حول عيد الشرطة إلى يوم احتجاجى فى 2010 .
الغريب، بل والمدهش ليس فى حملات التشويه الممنهجة، التى تعرض لها ماهر
من قبل أجهزة الدولة الأمنية قبل الثورة وبعدها، بل فى قدرة ماهر وتحمله لكل هذا
الكم من الأكاذيب والافتراءات التى من السهل أن تقضى على أى إنسان، وتجبره على أن
يكف عن ممارسة أى نشاط سياسى مقابل أن ينعم بحياة هادئة بعيدة عن كل محاولات
التشويه والأغتيال المعنوى.
لعبت حركة شباب «6 أبريل» دورا مهما فى تفجير شرارة الثورة، ففى 25
يناير 2009، قرر الرئيس السابق مبارك اعتبار 25 يناير القادم، إجازة رسمية، وهو ما
أثار استهجان وسخرية قطاع واسع من المواطنين، عبروا عن استيائهم من ذلك القرار،
واعتبروه ردا من مبارك للنداءات والمطالبات التى طالبت بضرورة أن تحترم الشرطة
حقوق الإنسان، التى يتم انتهاكها يوميا سواء من قبل أجهزة الأمن العام فى أقسام
الشرطة، أو جهاز مباحث أمن الدولة مع السياسيين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،
ومن هنا ولدت فكرة تنظيم احتجاج يوم 25 يناير القادم (2010) اعتراضا على ذلك، وردا
على إجازة مبارك الرسمية التى تعد بمثابة إشادة بأداء الشرطة، وفى هذا اليوم كان
الإقبال ضعيفا للغاية، ولكن المهم أن اليوم تحول إلى ذكرى سنوية للاحتجاج على جهاز
مبارك الأمنى، وفى أواخر 2010، اجتمع أعضاء حركة «6 أبريل» وآخرون، ليبحثوا ما
سيحدث فى يوم 25 يناير القادم (2011)، وبالفعل اشتركت الحركة فى كثير من
الاجتماعات التنسيقية بين القوى السياسية المختلفة.
أحمد ماهر وزملاؤه فى الحركة لعبوا دورا وسيطا أيضا مع وائل غنيم، آدمن
صفحة كلنا «خالد سعيد»، حيث يتفق ماهر وزملاؤه مع المجموعات الشبابية الأخرى على
المسارات التى ستنطلق منها المظاهرات وتخبر غنيم لينشر خطة التحركات وهكذا.
بجانب دور الحشد وتوزيع آلاف المنشورات فى مناطق القاهرة الكبرى وعديد
من المحافظات.
أحمد ماهر، المنسق العام للحركة، من مواليد 1980، ويعمل مهندسا مدنيا،
انضم إلى حركة كفاية، وشارك فى تأسيس حزب الغد، وانضم إلى حزب الجبهة الديمقراطية،
وأسس مع إسراء عبد الفتاح، جروبا على «فيسبوك» لدعم إضراب عمال المحلة الكبرى،
وتبنوا فكرة أن يكون الإضراب إضرابا عاما على مستوى الجمهورية.
ووصل العدد إلى نحو 70 ألف مشترك، وكان يعتبر أكبر جروب فى ذلك الوقت،
وقام الشباب بتوزيع المنشورات تحت عنوان (خليك فى البيت)، وإرسال رسائل قصيرة على
التليفون المحمول تدعو إلى الإضراب، وانتشرت الرسائل بقوة خلال هذه الأيام، وفى
مدينة المحلة اشتعلت المظاهرات التى واجهها الأمن بعنف شديد، لتشتعل المحلة
بأكلمها على مدار يومين، ويفقد الأمن السيطرة عليها تماما، إلى أن استطاعت وزارة
الداخلية إرسال تعزيزات من محافظات مختلفة، استطاعت قمع أول انتفاضة شعبية حقيقية
والبروفة الحقيقية لثورة يناير.
جرى اعتقاله على خلفية تلك الأحداث لمدة تزيد عن الشهر ونصف الشهر
تقريبا، ولم تكن تلك هى المرة الأولى أو الأخيرة، إذ جرى اعتقاله بعدها عدة مرات،
كان أشهرها حينما نظمت عملية مدبرة لاختطافه، من خلال سيارة قامت بمطاردته وأطاحت
بسيارته على أحد الطرق السريعة، حيث قامت قوات الأمن باختطافه وعصبوا عينيه،
واقتادوه إلى إحدى مناطق الاحتجاز المجهولة، ليتعرض خلال أيام الاعتقال لتعذيب
وحشى وضرب وتعليق من ذراعيه لمدة أيام، كإنذار له وتهديد، فى محاولة لإثنائه عن
الدور القيادى الذى لعبه ماهر ونجح من خلاله فى وضع الحركة فى قلب المشهد
الاحتجاجى خلال السنوات الخمس الأخيرة.
يوم 25 يناير، تواجد ماهر بميدان «مصطفى محمود» مع عدد من أعضاء حركة
شباب «6 أبريل»، أنتظارا للمسيرة القادمة من شارع «ناهيا» وما إن وصلت المسيرة
للميدان حتى أنضم إليها كل المجموعات ولم تستطع كل الحشود الأمنية إيقافها حتى
وصلوا إلى ميدان التحرير.
يوم 28 يناير خرج ماهر من منطقة «إمبابة» الشعبية، وتفاعل معه أهالى
إمبابة بشكل حماسى كبير حتى تجاوزت المسيرة أكثر من 50 ألف متظاهر من اهالى
إمبابة، ووصلت المسيرة إلى ميدان سفنكس، لتنقذ مجموعات أخرى كانت قوات الأمن
المركزى تحاصرها، وانضمت إلى مسيرة إمبابة، التى وصلت إلى كوبرى الجلاء لتدعم
المتظاهرين الذين كانوا يواجهون عنفا مفرط من قبل أجهزة الأمن وفى نهاية اليوم
استطاعت كل المجموعات دخول ميدان التحرير فى مشهد تاريخى عظيم عندها نزل الجيش
المصرى ليؤمن المنشأت الحيوية ليستقبله المتظاهرين بالهتاف الشهير «الجيش والشعب
إيد واحدة»
عبد الرحمن منصور
الثائر الذى رفض الكشف عن دوره ولم يتطلع إلى مكسب سياسى أو إعلامى
يحظى به.
الجندى المجهول الذى أشعل شرارة الثورة ثم ذهب لقضاء الخدمة العسكرية.
25 يناير: فى أثناء الأيام الأولى للثورة كان منصور يقضى فترة تجنيده
بالقوات المسلحة.
28 يناير: قضى هذه الليلة داخل القوات المسلحة يسأل نفسه: هل سينجح
زملاؤه وتتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية؟
منصور، هو شريك وائل غنيم فى ما حققاه من إنجاز، وهو صاحب فكرة إنشاء
صفحة الثورة المصرية على صفحة «كلنا خالد سعيد»، الصفحة التى مثلت الشرارة الأولى
للثورة المصرية، بفضل ما نجحت فيه من جذب أعداد ضخمة من المشتركين قدر وقتها بما
يزيد على المليون، انضموا إلى الصفحة اعتراضا على التعذيب المنتشر فى السجون
المصرية، خصوصا واقعة مقتل الشاب المصرى خالد سعيد، الذى بدا مصيره محتملا لشباب
كثيرين فى مثل سنه يشاركونه الظروف الاجتماعية نفسها التى يعيشها أبناء الطبقة
المتوسطة.
ويوصف عبد الرحمن منصور الذى شارك وائل غنيم تأسيس وإدارة الصفحة بأحد
الجنود المجهولين فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، إذ آثر أن يظل بعيدا عن أى
ظهور إعلامى، أو أن ينسب إلى نفسه دورا يحصد من خلاله مكسبا سياسيا، أو إنجازا
شخصيا. كذلك فقصته تحمل مفارقة فى كونه لم يحظ بمشاهدة أى من أحداث الثورة
المصرية، حتى يوم الخامس والعشرين أو الثامن والعشرين من يناير، إذ سرعان ما ذهب
لتلبية نداء الوطن عقب استدعائه لأداء الخدمة العسكرية قبل اندلاع الثورة بأيام
قلائل.
كان عبد الرحمن منصور منذ تأسيس الصفحة حريصا على التواصل مع الحقوقيين
من أجل استحداث أفكار لحملات تتبناها الصفحة، تكون قادرة على جذب المزيد من
الأنصار والمؤيدين، مع حرص منصور الشديد على عدم الكشف عن هويته لدى أى شخص، فقط
كان ثلاثة أشخاص شديدى القرب منه، هم من يعلمون ما يقوم به. كذلك فقد كان حريصا
على الصعود تدريجيا بوعى المشتركين على الصفحة من أجل حثهم على إدراك أن مشكلتهم
الحقيقية هى مع نظام مبارك بأكمله، لا شرطته التى تعذب، ومن ثم كان صاحب فكرة
تصعيد الاحتجاج بوسائل وسبل شتى دون دفع النشطاء الجدد إلى مخاطرات غير حكيمة قد
تؤدى إلى اعتقالهم ومن ثم النفور والبعد عن العمل السياسى نهائيا كما يحدث مع بعض
الشباب.
فى يوم خطاب التنحى الذى قاله الرئيس بن على عقب الثورة التونسية كان
منصور جالسا فى أحد المقاهى بشارع عدلى، ولم يكن أحد حتى هذه اللحظة يعرف من هو
المحرك لصفحة «كلنا خالد سعيد»، انتفض منصور واقفا وهو يستمع إلى كلمات بن على
المرتعشة والمرتبكة، تقدم نحو شاشة التليفزيون ليستمع إلى الخطاب بوضوح، كان شديد
الحماس وقتها، وعلى الرغم من النقاشات التى جرت بينه وبين أقرانه من النشطاء الذين
كانوا يشاركونه جلسته حول إمكانية حدوث ثورة مماثلة فى مصر من عدمه، كان الشاب
الصغير البنية متمسكا بحلم ضخم غيّر وجه مصر بالكامل، وكان يقول فلنحاول على الأقل
ويكفينا شرف المحاولة.
فى يومى الخامس والعشرين من يناير والثامن والعشرين من يناير كان منصور
يقضى أيامه الأولى فى إحدى كتائب الجيش المصرى، يختلس بعض المعلومات من أصدقائه
الموجودين فى قلب الأحداث، من خلال اتصالات تليفونية إجراؤها فى الوحدة العسكرية
أمر بالغ الصعوبة.
يذكر أن عبد الرحمن منصور هو خريج كلية الآداب جامعة المنصورة، وهو أحد
النشطاء المستقلين والمدونين الشباب، عمل صحفيا بموقع «الجزيرة توك»، وكان مشاركا
دائما فى ورش العمل التى كان يعقدها النشطاء الشباب لمناقشة قضية التغيير فى مصر
وسبلهم إلى ذلك.. تعرف إلى وائل غنيم بعد عودة د.محمد البرادعى إلى مصر، الرجل
الذى كان بمثابة محرك ومعيد حالة الحراك السياسى فى المجتمع المصرى..
عبد الرحمن منصور كان حريصا على اخفاء دوره زهدا فى أى مكسب سياسى،
بينما كان أصدقاؤه حريصين هم أيضا على إخفاء الأمر نفسه، خشية أن يلحق بمنصور
الأذى نفسه الذى لحق بوائل غنيم عقب اختطافه على يد قوات الأمن المصرى فى الأيام
الأولى للثورة. وقد كانت المرة الأولى التى تم فيها الكشف عن دوره هى إحدى حلقات
برنامج العاشرة مساء، فى لقاء جمع بين الناشط شادى الغزالى حرب وأعضاء من المجلس
العسكرى، حيث طالب الأول على الهواء مباشرة المجلس العسكرى بتقديم تعهد بعدم
المساس بعبد الرحمن منصور، كاشفا عن الدور الذى لعبه هذا الشاب فى إشعال الثورة
المصرية.
وائل غنيم
أصبحت الصفحة الوسيلة الإعلامية الأهم والأكثر فاعلية لشباب الثورة
والنشطاء السياسيين.
25 يناير: قام بمتابعة الأحداث ونشرها على صفحة «كلنا خالد سعيد»
بالإضافة إلى اشتراكه فى إحدى المسيرات.
28 يناير: تم إلقاء القبض على وائل غنيم مساء 27 يناير واختفى اثنى عشر
يوما بمقر جهاز أمن الدولة بمدينة نصر.
أعادت دموعه تعاطف الشارع للثوار بعد أن فقدوه بخطاب مبارك الثانى.
فى أواخر ديسمبر 2010، اقترح عبد الرحمن منصور على وائل غنيم تبنى
الدعوة التى أطلقها عدد من النشطاء للتظاهر فى عيد الشرطة يوم 25 يناير، وأطلقوا
فى 14 يناير 2011، صفحة اسمها «ثورة على التعذيب والبطالة والفساد والظلم». وتواصل
كل من منصور وغنيم -دون الكشف عن هويتهما- مع عدد من النشطاء السياسيين الموجودين
فى الشارع، منهم أحمد ماهر منسق «6 أبريل»، ومحمود سامى وآخرون، وبالفعل حدث تنسيق
جيد، وأصبحت الصفحة الوسيلة الإعلامية الأهم والأكثر فاعلية لشباب الثورة، وجاء
هروب الرئيس التونسى بن على ونجاح الثورة فى تونس لتشتعل روح الأمل عند الشباب
المصرى، وتزينت الصفحات الإلكترونية للمصريين بأعلام وصور للثورة التونسية، ودار حديث
طويل ومتعمق عن الثورة التونسية وكيف نجحت فى إسقاط بن على.
وبالفعل أصبح الجميع يتابع صفحة «كلنا خالد سعيد»، للتعرف على أماكن
التظاهر، وبجانب ذلك كانت هناك عشرات الصفحات الإلكترونية الأخرى التى كانت تنقل
المعلومات والإرشادات عن صفحة «كلنا خالد سعيد». وبذل غنيم مجهودا كبيرا بخصوص
التنسيق، ومتابعة الاجتماعات المختلفة وما تسفر عنه، بالإضافة إلى متابعة الصفحة
والعمل على تحفيز المشتركين، ونشر التعليمات التى كان يرسلها إليه كثير من
المتطوعين عبر الإيميل.
وفى يوم 27 يناير تم إلقاء القبض على وائل غنيم بمنطقة الزمالك، بواسطة
عدد من أفراد الأمن التابعين لجهاز مباحث أمن الدولة، وتم اقتياده إلى مبنى رئاسة
الجهاز فى مدينة نصر، ولم يعرف أحد من أهله أو أصدقائه أين ذهب، ومن هنا بدأ
الحديث عن اختفاء وائل غنيم، وأنه ربما كان على صلة بصفحة «كلنا خالد سعيد»، وكشف
عديد من أصدقائه صراحة عن هذا السر من أجل العمل على إنقاذ حياته، وتم نشر الخبر
على نطاق واسع، وقام عدد من النشطاء السياسيين بتدشين أكثر من صفحة إلكترونية
تطالب بالإفراج عن وائل، ومن أبرزها «أفوض وائل غنيم للتحدث باسم ثوار مصر».
وانضم إليها أكثر من 200 ألف عضو، وبعد اعتقال دام لأكثر من 12 يوما،
خرج وائل غنيم مرة أخرى إلى النور، واستضافته الإعلامية الكبيرة منى الشاذلى فى
لقاء تاريخى استطاع أن يكتسب خلاله عاطفة الملايين ليعود الشارع مجددا خلف الثوار،
بعد أن فقدوا قطاعات كبيرة عقب خطاب مبارك العاطفى.
وائل غنيم من مواليد القاهرة 1980، وتخرج فى كلية الهندسة جامعة
القاهرة، وحصل على شهادة الماجستير فى إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية 2007،
وأصبح المدير الإقليمى للتسويق فى شركة «جوجل». ولم يكن له أى نشاط سياسى بارز
باستثناء انضمامه إلى حملة دعم البرادعى قبل الثورة.
وفى منتصف 2010، أسس وائل غنيم صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع التواصل
الإلكترونى الـ«فيسبوك»، تضامنا مع خالد سعيد الشاب السكندرى الذى تعرض للتعذيب
على يد أفراد من الشرطة حتى الموت فى يونيو 2010، وطلب من صديقه عبد الرحمن منصور
مساعدته فى إدارة الصفحة، وبالفعل شاركه منصور فى ذلك ونجحت الصفحة فى توضيح كثير
من الحقائق المرتبطة بالقضية، ودعت إلى عدة وقفات احتجاجية مطالبة بإعادة فتح
التحقيقات مرة أخرى فى قضية خالد سعيد، وانضم إلى الصفحة عشرات الآلاف، واشتهرت
الصفحة كثيرا، وتبنت الدفاع عن حقوق المواطن وقضايا التعذيب، ووصل عدد المشتركين
بها إلى أكثر من 350 ألف مشترك.
عمرو على
وقف بجسده أمام المدرعات يوم 25 يناير لمنعها من فض الاعتصام.. فأطلقوا
النار على قدميه.
25 يناير: كان ضمن المجموعات التى انطلقت من منطقة ناهيا.. وهى المسيرة
التى لم يعلن عنها.
28 يناير: قاد مجموعة حدائق المعادى التى انطلقت عقب صلاة الجمعة فى
مسيرة ضخمة إلى التحرير.
فى يوم الخامس والعشرين من يناير كان عمرو على موجودا ضمن طاقم من
القيادات الشبابية التى قادت التحرك من منطقة ناهيا، تلك المنطقة التى شهدت انطلاق
تظاهرة كبرى لم يكن أحد يعلم بتحركها أو موعدها سوى مجموعة محدودة قادتها، وفى يوم
الثامن والعشرين من يناير، كان عمرو على موجودا أيضا فى حدائق المعادى، حيث انطلقت
أضخم تظاهرة نظمتها حركة 6 أبريل هذا اليوم، متوجهة إلى ميدان التحرير لتعلن
الانتهاء الفعلى لنظام مبارك بالتحامها مع تظاهرات قادها شباب آخرون اتفقوا على
نقطة التقاء بعينها، مما أجبر الأمن على التراجع والفرار فى مواقع كثيرة.
فى مساء الخامس والعشرين من يناير أصيب عمرو على فى قدمه بعدة طلقات
مطاطية، أطلقتها قوات الأمن على المجموعة التى كان عمرو على موجودا بين صفوفها،
وقد جرت وقائع إطلاق الرصاص المطاطى عليه حينما بدأ فض الاعتصام الموجود فى
الميدان مساء ذلك اليوم، وقد وقف عمرو على ضمن مجموعة من عشرة أفراد فى وقت إطلاق
قنابل الغاز مواجهين المدرعات بأجسادهم فقط، رافضين التحرك شبرا واحدا على الرغم
من توجيه الأمن بنادقهم صوب أقدامهم، وفى ظل إطلاق الغاز المسيل للدموع بدأت
سيارات المطافئ فى محاولة تفريق تلك المجموعة الصغيرة باستخدام خراطيم المياه،
فانفرط عقد المجموعة التى كانت متشابكة الأيدى، إلا أن عمرو على وثلاثة آخرين من
زملائه رفضوا التحرك من أمام المدرعات فى تلك اللحظة، فقام الجنود بإطلاق الرصاص
المطاطى على أقدام هؤلاء الثلاثة، ليسقطوا جميعهم بعد إصابتهم بإصابات بالغة فى
أقدامهم..
إلا أن الإصابة التى لحقت بالشاب الثائر، لم تمنعه من استمرار الكر
والفر، والخوض فى مناوشات فى الأيام التالية مع قوات الأمن، والوجود فى الميدان
أيام الاعتصام متكئا على عصا خشبية، وواصل الضغط على نفسه محاولا تحمل الإصابة
ومكتفيا ببعض العلاجات الأولية، ومصرا على عدم مغادرة الميدان أو تركه قبل التأكد
نهائيا من السيطرة عليه بعد يوم الثامن والعشرين من يناير.
يذكر أن عمرو على يعد هو القيادى التنظيمى الأبرز بحركة شباب 6 أبريل،
وإن كان مقلا فى الظهور إعلاميا، أو الإدلاء بأحاديث للصحف.
كانت بداية انخراطه فى العمل السياسى من خلال حركة شباب 6 أبريل، الذى
يعد أهم كوادرها.. تلك الحركة التى تضم بين صفوفها الآلاف من الشباب ما بين أعضاء
تنظيميين أو مؤيدين أو داعمين، لعبوا جميعا دورا بارزا فى إعادة حالة الحراك
السياسى إلى المجتمع المصرى بعد أفول نجم حركة كفاية، حيث كانت الحركة وأعضاؤها
حريصين دائما على الدعوة إلى فاعليات احتجاجية تطالب بإسقاط نظام مبارك ومحاكمة
قياداته.
بدءا من تجديد ذكرى الاحتجاج فى يوم السادس من أبريل فى الأعوام
التالية وانتهاء بيوم الخامس والعشرين من يناير، الذى كانت الحركة أول الداعين إلى
التظاهر فيه عام 2010 أمام دار القضاء العالى فى منطقة وسط المدينة، تنديدا
بانتهاكات الشرطة التى كانت تطال الجميع، ثم جددت الدعوة إلى ذكرى اليوم نفسه فى
العام التالى بالتنسيق مع صفحة «كلنا خالد سعيد» ليتحول اليوم إلى ثورة تغير وجه
مصر. وعن الدور القيادى الذى لعبه عمرو على داخل الحركة فهو المسؤول عن الجناح
التنظيمى للحركة أو كما يعرفه أعضاء الحركة (بنمط الشغل فى الشارع)، وهو القسم
الذى يتولى مهمة تخطيط حركة 6 أبريل على الأرض، وتنظيمها، وقد لعب الدور نفسه فى
التخطيط وتحديد المناطق التى انطلقت منها التظاهرات الضخمة التى أشعلتها الحركة
بالتنسيق مع صفحة «كلنا خالد سعيد» فى مناطق شعبية عدة.
شادى الغزالى حرب
تعرض وثمانية من زملائه يوم الثانى من فبراير للاعتقال من أجل إجبارهم
على إخلاء الميدان.
25 يناير: كان مع المجموعات المنطلقة من منطقة ناهيا فى المسيرة
الحاشدة إلى ميدان التحرير.
28 يناير: خرج من منطقة إمبابة بالجيزة حيث كان العشرات من النشطاء
هناك يحاولون حشد الناس للخروج حتى وصلت أعدادهم إلى عشرات الآلاف.
فى يوم الرابع والعشرين من يناير كان شادى الغزالى حرب مع مجموعة من
أصدقائه مجتمعين فى مكتب الناشط زياد العليمى، للانتهاء من صياغة خطة التحرك
وتحديد الأماكن والتوقيتات التى ستنطلق منها التظاهرات يوم الخامس والعشرين من
يناير، وقد تحدد انطلاق المشاركة من منطقة ناهيا، تلك المنطقة التى شهدت وجود أغلب
القيادات الشابة، خصوصا من حملة دعم البرادعى.
وفى يوم السابع والعشرين من يناير عادت رؤوس المجموعات لتواصل اجتماعها
التحضيرى لليوم التالى، وكان هذا الاجتماع فى أحد البيوت بالمقطم، وقد انضم يومها
إلى الاجتماع قيادات من شباب جماعة الإخوان المسلمين، وبعد ساعات من القلق البالغ،
انتهى الحضور إلى صياغة شكل التحرك فى اليوم التالى، ومخطط السيطرة على ميدان
التحرير.وفى يوم الثامن والعشرين من يناير كان شادى الغزالى حرب واحدا من رؤوس
المجموعات الموجودة فى منطقة إمبابة، وهى التظاهرة الأضخم التى شقت طريقها إلى
ميدان التحرير وأحكمت قبضتها على الميدان بمشاركة المسيرات الأخرى، لتدخل فى
اعتصام مفتوح.
جرى اعتقاله يوم الثانى من فبراير عقب زيارة وجد فيها مع أعضاء المكتب
التنفيذى لائتلاف شباب الثورة فى منزل الدكتور محمد البرادعى، ليتم اقتيادهم إلى
المخابرات العسكرية، وممارسة ضغوط عليهم من أجل إقناع المتظاهرين بالانسحاب من
الميدان والاكتفاء بعدم ترشح مبارك لفترة قادمة بعد انتهاء مدة رئاسته المعتادة،
إلا أن المجموعة التى كان من بينها شادى الغزالى حرب، التى تعرضت لضغوطات داخل مقر
احتجازها على مدار يومين، تعرض فيها شادى إلى الضرب على رأسه بإحدى الطبنجات، ثم
عادوا مرة أخرى إلى ميدان التحرير بعد الإفراج عنهم ليتم الإعلان عن تشكيل ائتلاف
شباب الثورة الذى لعب دورا بارزا فى مواصلة فاعليات الاعتصام الذى انتهى بتحرك نحو
قصر الرئاسة ثم تنحى المخلوع نهائيا.
شادى الغزالى حرب هو أحد المؤسسين لحزب الجبهة الديمقراطية فى عام
2007، وقد سعى هو وزملاؤه داخل الحزب -الذى مثّل وقتها بارقة أمل أمام الكثير- من
أجل تأسيس منظمة شبابية مستقلة بالحزب، مستغلا خبرته التى اكتسبها خلال فترة العمل
الطلابى بالجامعة.. كذلك كان أحد المشاركين فى أحداث المحلة الكبرى التى شهدتها
عام 2008 يوم السادس من أبريل، التى وصفها محللون لاحقا بأنها كانت بمثابة «بروفة»
للثورة المصرية..
سافر إلى لندن بعد أن شارك زملاءه وضع البذور الأولى للمنظمة الشبابية
بالحزب، ليكمل دراسته فى مجال جراحة الكبد بعد خلاف سياسى نشب بينه وبين عمه
الدكتور أسامة الغزالى حرب، الذى رآه شادى الغزالى مسؤولا عن تراجع أداء الحزب
وتواضعه، على عكس ما كان متوقعا من الحزب الذى طرح نفسه وقتها على أنه البديل
الثالث الحقيقى فى مصر.
وعلى الرغم من وجوده بالمملكة المتحدة لما يقرب من العام، فإن شادى حرب
كان حريصا على استمرار المشاركة فى العمل السياسى، وسعى هو وناشطون موجودون بلندن
لتكوين رابطة من المصريين المقيمين هناك، تستهدف الدعوة لقضايا التغيير، وتمارس
ضغطا من خلال مجموعات المصريين الموجودة فى الخارج.
أسست تلك المجموعة فرعا للجمعية الوطنية للتغيير هناك، كان جامعا لكل التيارت
السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وقد سعى شادى حرب إلى زيارة مصر من فترة
لأخرى للتواصل مع المجموعات التى تعمل فى الداخل، وفى آخر إجازة دراسية اقتربت
مدتها من شهرين، قضاها فى مصر، ولحظة وجوده فى مطار القاهرة الدولى عائدا إلى لندن
لأداء امتحان الدكتوراه، ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه فى سبتمبر 2010، وتم
عصب عينيه وتقييد يديه لمدة يومين كاملين فى مقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر، حيث
جرى التحقيق معه خلال تلك الساعات عن أنشطته السياسية والمهام التى يقوم بها داخل
الجمعية الوطنية للتغيير، وارتباط ذلك بشبكات ومجموعات متفرقة فى أنحاء مصر تعادى
نظام مبارك.
بعد اعتقاله فى سبتمبر، بدأ يستقر بصورة شبه منتظمة فى مصر، وكان جزءا
من علاقات قوية توطدت بين مجموعات 6 أبريل وحملة دعم البرادعى، حيث سعى الكيانان
وقتها لبذل مجهود أكبر فى إيجاد صيغة عمل مشترك تنسق إيقاع عملهما، خصوصا أنهما
الكيانان الأبرز والأنشط فى تلك الفترة، وهو ما أدى إلى أن أصبح شادى الغزالى حرب
واحدا من مجموعة ضيقة ضمت قيادات الحركات الاحتجاجية فى مصر التى خططت لإشعال
شرارة الثورة المصرية.
محمود سامى
شارك فى تشكيل لجان إعاشة قامت بجمع التبرعات لعمل اعتصام مفتوح حتى
رحيل النظام.
25 يناير: كان موجودا بمنطقة ناهيا وهى المنطقة التى زارها سامى قبل 25
يناير بأيام لمعاينة المكان.
28 يناير: تم إلقاء القبض عليه مساء يوم 27 يناير واحتجز فى معسكر
السلام للأمن المركزى.
جندى مجهول آخر من شباب الثورة، أدى دوره فى صمت، ثم أسرع لتلبية نداء
الواجب، بعد أن تم استدعاؤه من قبل الجيش المصرى.. كان أحد القيادات التى تتولى
تنظيم حركة «6 أبريل» على الأرض، كذلك فقد كان منذ أن انضم إلى الحركة بعد تأسيسها
بشهور، معتادا الوجود فى مقدمة تظاهراتها ووقفاتها الاحتجاجية وجها لوجه فى مواجهة
جحافل الأمن المركزى.. جرى اعتقاله عدة مرات آخرها كان يوم السادس والعشرين من
يناير، وكان محمود سامى أحد أبرز العناصر التى دفعت بها حركة «6 أبريل» فى عملية
التنسيق مع الكيانات والحركات الشبابية الأخرى، من أجل وضع المواعيد الزمنية وخطة
التحرك، وخريطة المناطق المطلوب التحرك منها، كى تصب فى النهاية جميع التظاهرات فى
ميدان التحرير، بعد أن يلتقى العدد الأكبر منها فى شارع جامعة الدول العربية،
وتنجح فى تشتيت قوات الأمن من خلال مسارات عدة.
بعد اجتماع عقد بين الحركات الشبابية يوم الرابع والعشرين، وبعد أن تم
تحديد منطقة ناهيا مرتكزا رئيسيا لانطلاق تظاهرة ضخمة، تم تكليف محمود سامى بحساب
الوقت الذى تستغرقه من ناهيا إلى شارع جامعة الدول العربية، من أجل محاولة تقريب
التوقيت مع وصول تظاهرات أخرى كان من المتوقع وصولها من مناطق «الحيتية» و«ميت
عقبة» ومناطق أخرى، خرج محمود سامى فى الساعات الأولى من صباح الخامس والعشرين،
وقام بحساب الوقت الذى يستغرقه الفرد للوصول إلى شارع جامعة الدول العربية قادما
من ناهيا، وبعد عملية حسابية بسيطة جرى حساب الوقت الذى ستستغله مسيرة من الآلاف،
لكى تصل إلى موضع الالتقاء، ثم تم تحديد ساعة الصفر، بما يتوافق مع حسبة مماثلة
أجراها لتحديد الوقت المستغرق للوصول من مناطق أخرى.
فور وصول الجموع إلى ميدان التحرير يوم الخامس والعشرين من يناير سارع
محمود سامى بتشكيل لجان إعاشة قامت بجمع التبرعات، من أجل بدء اعتصام مفتوح مطالب
برحيل النظام.
ويروى سامى تخيله لذلك اليوم وهو يتصفح خريطة كان قد رسمها للتحركات،
قائلا وواصفا تحرك الجماهير كما كان يتصور ويخطط هو وزملاؤه «كنا نريد صنع كرة تلج
بتكبر مع الوقت ومع المسافة اللى بنمشيها وتصل لأكبر حجم وتوصل لميدان التحرير
وتكسر الكردون اللى هيحميه، ثم الكتلة ديه تسيطر على الميدان وتأمنه وتحميه، بحيث
يبقى الميدان مصبا لكتل أكبر جاية من مناطق مختلفة إلى أن يسقط النظام».
فى يوم 26 قاد محمود سامى مجموعات صغيرة دخلت فى مناوشات عدة مع قوات
الأمن فى شارع رمسيس وشارع شريف و26 يوليو، فى إطار اتفاق منظم بين الشباب، من أجل
إنهاك قدرة قوات الأمن واستنزافها قبل يوم الثامن والعشرين من يناير، إلا أنه جرى
القبض عليه مساء ذلك اليوم أمام محطة مترو التحرير، ضمن مجموعة كبيرة من الناشطين،
تم احتجاز تلك المجموعة من النشطاء بأحد المعسكرات، وتم الإفراج عنهم لاحقا بعد أن
انسحبت قوات الأمن أمام جماهير المتظاهرين واختفى جنود الشرطة بصورة كاملة من
الشوارع تقريبا بعد يوم الثامن والعشرين من يناير.
يؤدى محمود سامى الآن الخدمة العسكرية، ويحاول يوميا التقاط معلومات عن
التطور السياسى فى البلاد من خلال متابعة بعض الصحف المتاح قراءتها أو مشاهدة بعض
البرامج المتاحة ساعة الراحة، منتظرا أن تنتهى خدمته حتى يعود إلى دوره الذى اعتاد
القيام به دون انتظار أى جزاء أو مكافأة.
ناصر عبد الحميد
نظم مع زملائه حملة لطرق الأبواب طافت محافظات مصر لحشد التأييد حول
مطالب التغيير.
25 يناير: كان ضمن مجموعة تمركزت فى ميدان مصطفى محمود لينضم بعدها
إليها مسيرة «ناهيا».
شارك ناصر عبد الحميد العمل مع المجموعة الشبابية التى وضعت مخططا
للتحركات وانطلاق المسيرات يومى الخامس والعشرين والثامن والعشرين من يناير، وقد
جرى اعتقاله فى الثانى من فبراير ضمن مجموعة من تسعة شباب من ائتلاف شباب الثورة
تم اقتيادهم وقتها إلى مقر المخابرات العسكرية معصوبى العينين ومقيدى الأرجل، من
أجل إجبارهم على إقناع مجموعاتهم الاحتجاجية بإخلاء الميدان.
وفى يوم الرابع والعشرين من يناير كان ناصر ضمن المجموعة التى اجتمعت
فى مكتب الناشط زياد العليمى من أجل وضع مخطط وخريطة للتحركات لهذا اليوم، وقد ضمت
تلك المجموعة حركة العدالة والحرية وحملة دعم البرادعى وشباب حزب الجبهة
الديمقراطية وحركة شباب 6 أبريل، ثم انضم إليها لاحقا فى مساء السابع والعشرين من
يناير شباب من جماعة الإخوان المسلمين للتخطيط لليوم التالى.
فى الخامس والعشرين من يناير كان عبد الحميد ضمن المجموعة التى خرجت من
منطقة ناهيا، وكان منوط به مهمة توصيل البانرات واللافتات والملصقات إلى نقطة
انطلاق المسيرة التى تحركت فى التوقيت المحدد لها سلفا، تشق طريقها نحو ميدان
التحرير.. وفى يوم الثامن والعشرين من يناير كان موجودا أمام مسجد مصطفى محمود ضمن
المجموعة التى رافقها وانضموا إلى المسيرة الضخمة التى انطلقت من شارع الجامع
بإمبابة ونجحت فى جذب المئات فى البداية ثم ما لبثت أن ضمت بين صفوفها عشرات
الآلاف فى خمس وأربعين دقيقة تقريبا، بعد أن وصلت إلى شارع جامعة الدول العربية
«المكان الذى حدد سلفا لالتقاء أكثر من تظاهرة قادمة من مناطق مختلفة» شارك فيها
ناشطون شباب آخرون.
ناصر عبد الحميد هو ابن مدينة المحلة الكبرى، حاصل على بكالوريس حاسبات
ومعلومات من جامعة القاهرة، وقد شارك فى العمل السياسى بقوة خلال فترة دراسته
الجامعية من خلال اتحادات الطلاب، ومن خلال مظاهرات الانتفاضة الفلسطينية الأولى
التى اجتاحت جامعة القاهرة وقتها، كما شارك فى الحملة الشعبية لمناهضة الغزو
الأمريكى للعراق فى عام 2003.. وفى 2005 ومع تأسيس حركة كفاية شارك فى عديد من
الفاعليات التى كانت تنظمها الحركة، ونجحت فى إشعال حالة الحراك السياسى فى مصر
وفرض قضية التغيير بقوة على الساحة السياسية بعد سكون استمر لمدة عقود.
وفى 2007 كان من ضمن المؤسسين لحزب الجبهة الديمقراطية، وفى 2008 شارك
عبد الحميد فى أحداث المحلة الكبرى يوم السادس من أبريل، ثم بعدها بعامين كان من
المؤسسين الأوائل لحملة دعم البرادعى، الذى عاد إلى القاهرة وقتها ونظم له النشطاء
استقبالا حافلا بمطار القاهرة.
كذلك فقد نظم ناصر عبد الحميد بالاشتراك مع زملائه حملة لطرق الأبواب
طافت محافظات مصر من أجل جمع توقيعات على بيان التغيير الشهير صاحب المطالب
السبعة، الذى أعلن عنه د.محمد البرادعى عند عودته إلى مصر، ودعا الجماهير للتوقيع
عليه. وقد تعرض عبد الحميد وقتها للاعتقال، وخضع للتحقيق على خلفية نشاطات تلك
الحملة فى عام 2009.
وفى يناير 2010 تم اعتقاله على خلفية مشاركته وفدا لتقصى الحقائق شكله
شباب الحركات المعارضة للوقوف على خلفية الأحداث الطائفية التى جرت ليلة عيد
الميلاد المجيد آنذاك فى محافظة قنا.
محمد عادل
زوّد المتظاهرين بمعلومات حول صناعة دروع واقية لمواجهة الشرطة
بالكرتون وزجاجات المياه الفارغة.
25 يناير: كان فى غرفة عمليات «6 أبريل» لمتابعة مسارات المظاهرات
وتوجيهها.
28 يناير: قضى هذا اليوم فى أحد مقرات الاعتقال بعد أن تم اختطافه على
يد قوات الأمن.
فى يوم الرابع والعشرين من يناير كان محمد عادل قد قام بتسجيل فيديوهات
لنفسه، يشرح فيها للنشطاء كيفية حماية أجسادهم من خلال لبس وصناعة دروع واقية من
الكرتون وزجاجات المياه الغازية الفارغة، لمواجهة الاعتداءات الأمنية من قبل قوات
الأمن المركزى التى كان من المتوقع أن يشهدها اليوم التالى..
وفى يوم الخامس والعشرين كان محمد عادل واحدا من القيادات التى شكلت
غرفة عمليات مركزية لحركة «6 أبريل» فى ذلك اليوم، وأعلنت عن أكثر من رقم،
بالتنسيق مع صفحة «كلنا خالد سعيد»، تم نشرها على شبكة الإنترنت للشباب، بهدف
التواصل معهم بصورة فورية من أجل توجيههم إلى أماكن خروج التظاهرات ومساراتها، ومن
أجل التعرف منهم على من يتم اعتقاله أو إصابته، كى تقوم تلك الغرفة بالتواصل مع
المراكز الحقوقية، لتسجيل تلك الحالات ومتابعتها.
فى يومى السادس والعشرين كانت هناك مجموعة من المناوشات التى يخوضها
شباب من حركات احتجاجية مع قوات الأمن، من أجل محاولة استنزاف طاقة الأمن المركزى،
استعدادا ليوم الثامن والعشرين من يناير.. وقد كان محمد عادل واحدا من ضمن هؤلاء
الشباب الذين ألقى القبض عليهم يوم السابع والعشرين، وقد ظل بعدها مختفيا لعدة
أيام، لا يعلم أحد مكان وجوده إلى أن تم الإفراج عنه قبل تنحى المخلوع بأيام
قليلة.
محمد عادل كان من شباب جماعة الإخوان المسلمين، وهو ابن أسرة إخوانية
كان الاعتقال والملاحقة لأفرادها أمرا معتادا لا بجديد، انضم إلى حركة كفاية مع
تأسيسها فى عام 2004، وهى الحركة التى مثلت انطلاقة حقيقية للمطالبة بالتغيير ورفض
التمديد والتوريث، كان عمر محمد عادل وقتها 16 عاما فقط، حيث كان أصغر عضو فى
الحركة. كذلك فهو يعد الرعيل الأول للمدونين، وصاحب مدونة «العميد ميت»، تلك
المدونة التى اشتهرت بجانب عدد من المدونات الأخرى بتقديم تغطية مصورة سريعة
وحصرية للتظاهرات التى كانت تنظمها الحركة، وفرها الشاب من خلال كاميرا ديجيتال
صغيرة كان يحملها باستمرار فى يده لتسجل تلك اللحظات الأولى التى كانت مهدا لتغيير
أشمل عرفته مصر فى الخامس والعشرين من يناير 2011.
شارك فى اعتصامات القضاة عام 2007، حيث جرى اعتقاله هو وعدد كبير من
شباب حركة «كفاية»، ولم تكن تلك هى المرة الأولى لاعتقاله، إذ كان عادل هدفا
للملاحقة الأمنية والاعتداء فى تظاهرات عدة، وفى عام 2008 شارك فى الدعوة والإضراب
العام فى مصر يوم السادس من أبريل 2008، ثم شارك بعدها فى تأسيس حركة «6 أبريل»
التى لعب دورا بارزا فيها وصار متحدثا إعلاميا باسمها.
فى عام 2008 تم اختطافه من وسط المدينة، بعد أن قامت قوات الأمن
باقتحام منزله وتفتيشه أكثر من مرة بحثا عنه، وقد ظل معتقلا لمدة أربعة أشهر فى
أحد مقرات أمن الدولة بمدينة نصر، على خلفية تسلله إلى غزة، لتقديم الدعم المعنوى
لأسر الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غاراتهم
المتواصلة على القطاع.
لقد سعت حركة شباب «6 أبريل» إلى تدريب نشطائها خلال أعوام ما قبل
الثورة على سبل ووسائل الاحتجاج السلمى العنيف، من خلال استلهام تجارب تلك
الاحتجاجات التى شهدتها دول أوروبا الشرقية فى مطلع التسعينيات، وقد سعى محمد عادل
وزملاؤه إلى الاستفادة مما كتب عن تلك التجارب من خلال كتب ومراجع ومواقع على
الإنترنت سجلت تجارب تلك الدول، وكان محمد عادل وشبابا الحركة حريصين على نشر تلك
المعلومات وتنظيم ورش عمل حولها من أجل استلهام ما فيها من إيجابيات قد تساعد على
إسقاط نظام مبارك الذى لم يكن أقل استبدادا من أنظمة ديكتاتورية أخرى عرفتها
أوروبا الشرقية سقطت باحتجاجات سلمية لا عنيفة.
خالد عبد الحميد
قام بتنسيق اجتماعات الحركات قبل 25 يناير لكونه يحظى بتوافق الجميع
وتقديرهم.
25 يناير: كان فى غرفة عمليات مركز هشام مبارك التى تولت التنسيق بين
المسيرات وتوجيهها إلى ميدان التحرير.
28 يناير: شارك فى المسيرة التى جابت شوارع وسط المدينة وانتهت بميدان
التحرير لتلتقى بعدد من المسيرات الأخرى فى الموعد المحدد.
وقد لعبت هذه الحركة الشبابية دورا مهما فى تلك الفترة لدعم القضايا
الوطنية المصرية ورفع شعار «لا للتمديد» و«لا للتوريث» فى أوساط الشباب والجامعات.
وأصبح لـ«شباب من أجل التغيير» فروع ببعض الجامعات سموا أنفسهم «طلاب
من أجل التغيير»، رفعوا نفس الشعارات داخل أسوار الجامعات المصرية.
وقد لعبت هذه الحركة الشبابية الناهضة دورا كبيرا فى فترة الموات
السياسى فى تلك السنوات، وألقت حجرا كبيرا فى مياه السياسة الراكدة فى مصر، خصوصا
مع الشباب، فكانت لهم مكانا وطريقا للعمل وللاحتجاج ولرفع الصوت للمطالبة بالحقوق
والحريات. كان لخالد عبد الحميد دور كبير فى تلك الحركة الشابة، وكان يحضر
اجتماعات اللجنة التنسيقية لحركة «كفاية» ممثلا عن الشباب أو «شباب من أجل
التغيير»، ليقوم بدور الرابط بين ما يفكر فيه الكبار ويخططون له وما يراه الشباب
ويعتزمون عليه.
وفى عام 2009 شارك خالد عبد الحميد مؤسسا أصيلا فى تأسيس حركة «تضامن»
واستمر بها لمدة طويلة، ولعب دورا كبيرا فى تنظيمها ووضْع الأطر الأساسية لعملها
وفى ترتيب وتنظيم فاعلياتها المختلفة التى كانت فى الأساس تدور حول دعم حركات
العمال وإضراباتهم واحتجاجاتهم كالدعم القانونى مثلا للعمال المفصولين تعسفيا أو
لحقوق العمال فى ما له علاقة بمرتباتهم وساعات العمل وظروف العمل وغيرها من
القضايا التى تهم العمال.
ثم يشارك خالد عبد الحميد بما لديه من خبرة سابقة مع بعض الشباب فى
تأسيس حركة «شباب من أجل العدالة والحرية» فى منتصف عام 2010، وهى حركة شبابية كان
يغلب عليها الطابع اليسارى وتبنت فور تأسيسها قضايا أخرى تخص العمال والفلاحين،
ولعبت الحركة دورا كبيرا وفعالا فى تنظيم الوقفات الاحتجاجية والمسيرات المطالبة
بإطلاق الحريات والمناهضة للتعذيب والتى كان آخرها الوقفات والمسيرات بعد برلمان
2010 والتى حملت شعار باطل فى كل فاعلياتها.
بدأ خالد عبد الحميد عمله يوم 25 يناير مبكرا فى غرفة العمليات التى
كانت تنسق بين المسيرات وتتابع النشطاء وتحركاتهم فى مركز هشام مبارك، ولما تأكد
خالد من أن المجموعات تجاوزت الحواجز الأمنية نزل من غرفة العمليات ليشارك فى
المظاهرات المتحركة فى شارع رمسيس وتوجه معها إلى ميدان التحرير ليلاقى زملاءه
القادمين من الأماكن المختلفة.
شارك خالد فى الإعداد ليوم 28 يناير قبلها فى يومى 26 و27 يناير لتنسيق
أماكن الخروج يوم 28 يناير مع المجموعات الشبابية التى كونت بعد ذلك ما سُمى
«ائتلاف شباب الثورة».
تحرك خالد عبد الحميد يوم 28 يناير من شارع الألفى بوسط القاهرة وتحرك
فى مسيرات وسط البلد حتى وصل إلى ميدان التحرير. شارك خالد مع المجموعات الشبابية
الممثلة للائتلاف من خلال الثمانية عشر يوما فى صياغة المبادرات المختلفة واتخاذ
القرارات وأيضا فى إدارة منصة الائتلاف فى أيام كثيرة وتحديد الكلمات السياسية
وخلافه.
يعيش خالد عبد الحميد بهوية محددة هى مطالب الفقراء والكادحين وبحرية
تسير على قدمين هما العدالة الاجتماعية ولقمة العيش المغموسة بالحرية والكرامة.
إسراء عبد الفتاح
فى 2008.. أمضت إسراء 18 يوما فى سجن القناطر وهو نفس عدد الأيام الذى
استغرقه نظام مبارك كى يسقط.
25 يناير: كانت إسراء متمركزة فى شارع التحرير بصحبة مجموعة من النشطاء
انتظارا للمسيرات القادمة من ناهيا وشارع جامعة الدول العربية.
28 يناير: انطلقت من أمام مسجد «أسد بن الفرات» بالدقى وهى المسيرة
التى شارك فيها آلاف من أهالى الدقى ووقفت عند كوبرى الجلاء حتى وصلت باقى
المسيرات لتبدأ المواجهات مع الأمن.
شاركت إسراء فى الاجتماعات التحضيرية ليوم 25 يناير، التى عُقد أغلبها
فى مقر تيار التجديد الاشتراكى، بصفتها الشخصية، ولم تكن تمثل أى تيار سياسى، ودار
نقاش موسع داخل هذه الاجتماعات حول مطالب القوى السياسية فى ذلك اليوم، وكانت هناك
وجهة نظر تؤيد ضرورة وضع مطالب اقتصادية واجتماعية، وأن لا تكون الغَلبة للمطالب السياسية
فقط، وأن ذلك سيلعب دورا كبيرا فى اجتذاب قطاعات واسعة من الجمهور للمشاركة فى
اليوم. وكانت إسراء ممن تبنوا هذه الرؤية. كما أسهمت فى جمع تبرعات من الأستاذ
جورج إسحاق والدكتور سمير عليش والأستاذ محمد نصير، وتم الإنفاق منها على طبع
كميات ضخمة من المنشورات، قام الشباب بتوزيعها بدءا من يوم 20 يناير، وتم شراء
براميل بلاستيكية لصنع دروع صناعية لحماية المتظاهرين.
كما وجهت نداء إلى المصريين فى الداخل والخارج، خلال مشاركتها فى مؤتمر
(الإعلام الحديث)، الذى عقد بدولة قطر يومى 20 و21 يناير للمشاركة فى مظاهرات 25
يناير، من أجل الكرامة واستعادة حقوق
تلك نماذج على سبيل المثال لا الحصر لشباب عملوا لسنوات بصدق وإخلاص،
دفعوا مجهودا وعملا وعرقا، اعتقالا، وضربا وسحلا، كانوا أبناء مدارس سبقتهم، من
جيل أكبر يدينون له بالتمسك بالحلم…
لم يدّعِ هؤلاء أنهم أصحاب تلك الثورة، ولم ينسبوا يوما إلى أنفسهم ما
لم يصنعوه، هم فقط كانوا بمثابة شرارة لها، أو كما يحب بعضهم تسمية نفسه بالعامل
المحفّز الذى عجّل من حدوثها، بعد أن أدركوا أنه كما دفع أسلافهم فى الماضى ثمن
الحرية من دمائهم يتوجب على الأخلاف أن يدفعوا نصيبهم أيضا.. بينما يرى هؤلاء
الشباب أن نصيبهم كان أقل نصيبا دُفِع فى تلك الثورة.
أحمد ماهر
حدد مع أعضاء الحركات الشبابية نقاط انطلاق المظاهرات وأبلغ وائل غنيم
بها لنشرها.
25 يناير: كان مع عدد من أعضاء الحركة متمركزين بميدان مصطفى محمود
لتجميع المتظاهرين انتظارا لمسيرة قادمة من «ناهيا».
28 يناير: اشترك فى المظاهرات التى انطلقت بعد صلاة الجمعة من شارع
الجامع بإمبابة وطافت شوارع وحوارى المدينة لتصبح أكبر المسيرات التى خرجت يوم 28
يناير.
حركة «6 أبريل» أول من حول عيد الشرطة إلى يوم احتجاجى فى 2010 .
الغريب، بل والمدهش ليس فى حملات التشويه الممنهجة، التى تعرض لها ماهر
من قبل أجهزة الدولة الأمنية قبل الثورة وبعدها، بل فى قدرة ماهر وتحمله لكل هذا
الكم من الأكاذيب والافتراءات التى من السهل أن تقضى على أى إنسان، وتجبره على أن
يكف عن ممارسة أى نشاط سياسى مقابل أن ينعم بحياة هادئة بعيدة عن كل محاولات
التشويه والأغتيال المعنوى.
لعبت حركة شباب «6 أبريل» دورا مهما فى تفجير شرارة الثورة، ففى 25
يناير 2009، قرر الرئيس السابق مبارك اعتبار 25 يناير القادم، إجازة رسمية، وهو ما
أثار استهجان وسخرية قطاع واسع من المواطنين، عبروا عن استيائهم من ذلك القرار،
واعتبروه ردا من مبارك للنداءات والمطالبات التى طالبت بضرورة أن تحترم الشرطة
حقوق الإنسان، التى يتم انتهاكها يوميا سواء من قبل أجهزة الأمن العام فى أقسام
الشرطة، أو جهاز مباحث أمن الدولة مع السياسيين من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار،
ومن هنا ولدت فكرة تنظيم احتجاج يوم 25 يناير القادم (2010) اعتراضا على ذلك، وردا
على إجازة مبارك الرسمية التى تعد بمثابة إشادة بأداء الشرطة، وفى هذا اليوم كان
الإقبال ضعيفا للغاية، ولكن المهم أن اليوم تحول إلى ذكرى سنوية للاحتجاج على جهاز
مبارك الأمنى، وفى أواخر 2010، اجتمع أعضاء حركة «6 أبريل» وآخرون، ليبحثوا ما
سيحدث فى يوم 25 يناير القادم (2011)، وبالفعل اشتركت الحركة فى كثير من
الاجتماعات التنسيقية بين القوى السياسية المختلفة.
أحمد ماهر وزملاؤه فى الحركة لعبوا دورا وسيطا أيضا مع وائل غنيم، آدمن
صفحة كلنا «خالد سعيد»، حيث يتفق ماهر وزملاؤه مع المجموعات الشبابية الأخرى على
المسارات التى ستنطلق منها المظاهرات وتخبر غنيم لينشر خطة التحركات وهكذا.
بجانب دور الحشد وتوزيع آلاف المنشورات فى مناطق القاهرة الكبرى وعديد
من المحافظات.
أحمد ماهر، المنسق العام للحركة، من مواليد 1980، ويعمل مهندسا مدنيا،
انضم إلى حركة كفاية، وشارك فى تأسيس حزب الغد، وانضم إلى حزب الجبهة الديمقراطية،
وأسس مع إسراء عبد الفتاح، جروبا على «فيسبوك» لدعم إضراب عمال المحلة الكبرى،
وتبنوا فكرة أن يكون الإضراب إضرابا عاما على مستوى الجمهورية.
ووصل العدد إلى نحو 70 ألف مشترك، وكان يعتبر أكبر جروب فى ذلك الوقت،
وقام الشباب بتوزيع المنشورات تحت عنوان (خليك فى البيت)، وإرسال رسائل قصيرة على
التليفون المحمول تدعو إلى الإضراب، وانتشرت الرسائل بقوة خلال هذه الأيام، وفى
مدينة المحلة اشتعلت المظاهرات التى واجهها الأمن بعنف شديد، لتشتعل المحلة
بأكلمها على مدار يومين، ويفقد الأمن السيطرة عليها تماما، إلى أن استطاعت وزارة
الداخلية إرسال تعزيزات من محافظات مختلفة، استطاعت قمع أول انتفاضة شعبية حقيقية
والبروفة الحقيقية لثورة يناير.
جرى اعتقاله على خلفية تلك الأحداث لمدة تزيد عن الشهر ونصف الشهر
تقريبا، ولم تكن تلك هى المرة الأولى أو الأخيرة، إذ جرى اعتقاله بعدها عدة مرات،
كان أشهرها حينما نظمت عملية مدبرة لاختطافه، من خلال سيارة قامت بمطاردته وأطاحت
بسيارته على أحد الطرق السريعة، حيث قامت قوات الأمن باختطافه وعصبوا عينيه،
واقتادوه إلى إحدى مناطق الاحتجاز المجهولة، ليتعرض خلال أيام الاعتقال لتعذيب
وحشى وضرب وتعليق من ذراعيه لمدة أيام، كإنذار له وتهديد، فى محاولة لإثنائه عن
الدور القيادى الذى لعبه ماهر ونجح من خلاله فى وضع الحركة فى قلب المشهد
الاحتجاجى خلال السنوات الخمس الأخيرة.
يوم 25 يناير، تواجد ماهر بميدان «مصطفى محمود» مع عدد من أعضاء حركة
شباب «6 أبريل»، أنتظارا للمسيرة القادمة من شارع «ناهيا» وما إن وصلت المسيرة
للميدان حتى أنضم إليها كل المجموعات ولم تستطع كل الحشود الأمنية إيقافها حتى
وصلوا إلى ميدان التحرير.
يوم 28 يناير خرج ماهر من منطقة «إمبابة» الشعبية، وتفاعل معه أهالى
إمبابة بشكل حماسى كبير حتى تجاوزت المسيرة أكثر من 50 ألف متظاهر من اهالى
إمبابة، ووصلت المسيرة إلى ميدان سفنكس، لتنقذ مجموعات أخرى كانت قوات الأمن
المركزى تحاصرها، وانضمت إلى مسيرة إمبابة، التى وصلت إلى كوبرى الجلاء لتدعم
المتظاهرين الذين كانوا يواجهون عنفا مفرط من قبل أجهزة الأمن وفى نهاية اليوم
استطاعت كل المجموعات دخول ميدان التحرير فى مشهد تاريخى عظيم عندها نزل الجيش
المصرى ليؤمن المنشأت الحيوية ليستقبله المتظاهرين بالهتاف الشهير «الجيش والشعب
إيد واحدة»
عبد الرحمن منصور
الثائر الذى رفض الكشف عن دوره ولم يتطلع إلى مكسب سياسى أو إعلامى
يحظى به.
الجندى المجهول الذى أشعل شرارة الثورة ثم ذهب لقضاء الخدمة العسكرية.
25 يناير: فى أثناء الأيام الأولى للثورة كان منصور يقضى فترة تجنيده
بالقوات المسلحة.
28 يناير: قضى هذه الليلة داخل القوات المسلحة يسأل نفسه: هل سينجح
زملاؤه وتتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية؟
منصور، هو شريك وائل غنيم فى ما حققاه من إنجاز، وهو صاحب فكرة إنشاء
صفحة الثورة المصرية على صفحة «كلنا خالد سعيد»، الصفحة التى مثلت الشرارة الأولى
للثورة المصرية، بفضل ما نجحت فيه من جذب أعداد ضخمة من المشتركين قدر وقتها بما
يزيد على المليون، انضموا إلى الصفحة اعتراضا على التعذيب المنتشر فى السجون
المصرية، خصوصا واقعة مقتل الشاب المصرى خالد سعيد، الذى بدا مصيره محتملا لشباب
كثيرين فى مثل سنه يشاركونه الظروف الاجتماعية نفسها التى يعيشها أبناء الطبقة
المتوسطة.
ويوصف عبد الرحمن منصور الذى شارك وائل غنيم تأسيس وإدارة الصفحة بأحد
الجنود المجهولين فى ثورة الخامس والعشرين من يناير، إذ آثر أن يظل بعيدا عن أى
ظهور إعلامى، أو أن ينسب إلى نفسه دورا يحصد من خلاله مكسبا سياسيا، أو إنجازا
شخصيا. كذلك فقصته تحمل مفارقة فى كونه لم يحظ بمشاهدة أى من أحداث الثورة
المصرية، حتى يوم الخامس والعشرين أو الثامن والعشرين من يناير، إذ سرعان ما ذهب
لتلبية نداء الوطن عقب استدعائه لأداء الخدمة العسكرية قبل اندلاع الثورة بأيام
قلائل.
كان عبد الرحمن منصور منذ تأسيس الصفحة حريصا على التواصل مع الحقوقيين
من أجل استحداث أفكار لحملات تتبناها الصفحة، تكون قادرة على جذب المزيد من
الأنصار والمؤيدين، مع حرص منصور الشديد على عدم الكشف عن هويته لدى أى شخص، فقط
كان ثلاثة أشخاص شديدى القرب منه، هم من يعلمون ما يقوم به. كذلك فقد كان حريصا
على الصعود تدريجيا بوعى المشتركين على الصفحة من أجل حثهم على إدراك أن مشكلتهم
الحقيقية هى مع نظام مبارك بأكمله، لا شرطته التى تعذب، ومن ثم كان صاحب فكرة
تصعيد الاحتجاج بوسائل وسبل شتى دون دفع النشطاء الجدد إلى مخاطرات غير حكيمة قد
تؤدى إلى اعتقالهم ومن ثم النفور والبعد عن العمل السياسى نهائيا كما يحدث مع بعض
الشباب.
فى يوم خطاب التنحى الذى قاله الرئيس بن على عقب الثورة التونسية كان
منصور جالسا فى أحد المقاهى بشارع عدلى، ولم يكن أحد حتى هذه اللحظة يعرف من هو
المحرك لصفحة «كلنا خالد سعيد»، انتفض منصور واقفا وهو يستمع إلى كلمات بن على
المرتعشة والمرتبكة، تقدم نحو شاشة التليفزيون ليستمع إلى الخطاب بوضوح، كان شديد
الحماس وقتها، وعلى الرغم من النقاشات التى جرت بينه وبين أقرانه من النشطاء الذين
كانوا يشاركونه جلسته حول إمكانية حدوث ثورة مماثلة فى مصر من عدمه، كان الشاب
الصغير البنية متمسكا بحلم ضخم غيّر وجه مصر بالكامل، وكان يقول فلنحاول على الأقل
ويكفينا شرف المحاولة.
فى يومى الخامس والعشرين من يناير والثامن والعشرين من يناير كان منصور
يقضى أيامه الأولى فى إحدى كتائب الجيش المصرى، يختلس بعض المعلومات من أصدقائه
الموجودين فى قلب الأحداث، من خلال اتصالات تليفونية إجراؤها فى الوحدة العسكرية
أمر بالغ الصعوبة.
يذكر أن عبد الرحمن منصور هو خريج كلية الآداب جامعة المنصورة، وهو أحد
النشطاء المستقلين والمدونين الشباب، عمل صحفيا بموقع «الجزيرة توك»، وكان مشاركا
دائما فى ورش العمل التى كان يعقدها النشطاء الشباب لمناقشة قضية التغيير فى مصر
وسبلهم إلى ذلك.. تعرف إلى وائل غنيم بعد عودة د.محمد البرادعى إلى مصر، الرجل
الذى كان بمثابة محرك ومعيد حالة الحراك السياسى فى المجتمع المصرى..
عبد الرحمن منصور كان حريصا على اخفاء دوره زهدا فى أى مكسب سياسى،
بينما كان أصدقاؤه حريصين هم أيضا على إخفاء الأمر نفسه، خشية أن يلحق بمنصور
الأذى نفسه الذى لحق بوائل غنيم عقب اختطافه على يد قوات الأمن المصرى فى الأيام
الأولى للثورة. وقد كانت المرة الأولى التى تم فيها الكشف عن دوره هى إحدى حلقات
برنامج العاشرة مساء، فى لقاء جمع بين الناشط شادى الغزالى حرب وأعضاء من المجلس
العسكرى، حيث طالب الأول على الهواء مباشرة المجلس العسكرى بتقديم تعهد بعدم
المساس بعبد الرحمن منصور، كاشفا عن الدور الذى لعبه هذا الشاب فى إشعال الثورة
المصرية.
وائل غنيم
أصبحت الصفحة الوسيلة الإعلامية الأهم والأكثر فاعلية لشباب الثورة
والنشطاء السياسيين.
25 يناير: قام بمتابعة الأحداث ونشرها على صفحة «كلنا خالد سعيد»
بالإضافة إلى اشتراكه فى إحدى المسيرات.
28 يناير: تم إلقاء القبض على وائل غنيم مساء 27 يناير واختفى اثنى عشر
يوما بمقر جهاز أمن الدولة بمدينة نصر.
أعادت دموعه تعاطف الشارع للثوار بعد أن فقدوه بخطاب مبارك الثانى.
فى أواخر ديسمبر 2010، اقترح عبد الرحمن منصور على وائل غنيم تبنى
الدعوة التى أطلقها عدد من النشطاء للتظاهر فى عيد الشرطة يوم 25 يناير، وأطلقوا
فى 14 يناير 2011، صفحة اسمها «ثورة على التعذيب والبطالة والفساد والظلم». وتواصل
كل من منصور وغنيم -دون الكشف عن هويتهما- مع عدد من النشطاء السياسيين الموجودين
فى الشارع، منهم أحمد ماهر منسق «6 أبريل»، ومحمود سامى وآخرون، وبالفعل حدث تنسيق
جيد، وأصبحت الصفحة الوسيلة الإعلامية الأهم والأكثر فاعلية لشباب الثورة، وجاء
هروب الرئيس التونسى بن على ونجاح الثورة فى تونس لتشتعل روح الأمل عند الشباب
المصرى، وتزينت الصفحات الإلكترونية للمصريين بأعلام وصور للثورة التونسية، ودار حديث
طويل ومتعمق عن الثورة التونسية وكيف نجحت فى إسقاط بن على.
وبالفعل أصبح الجميع يتابع صفحة «كلنا خالد سعيد»، للتعرف على أماكن
التظاهر، وبجانب ذلك كانت هناك عشرات الصفحات الإلكترونية الأخرى التى كانت تنقل
المعلومات والإرشادات عن صفحة «كلنا خالد سعيد». وبذل غنيم مجهودا كبيرا بخصوص
التنسيق، ومتابعة الاجتماعات المختلفة وما تسفر عنه، بالإضافة إلى متابعة الصفحة
والعمل على تحفيز المشتركين، ونشر التعليمات التى كان يرسلها إليه كثير من
المتطوعين عبر الإيميل.
وفى يوم 27 يناير تم إلقاء القبض على وائل غنيم بمنطقة الزمالك، بواسطة
عدد من أفراد الأمن التابعين لجهاز مباحث أمن الدولة، وتم اقتياده إلى مبنى رئاسة
الجهاز فى مدينة نصر، ولم يعرف أحد من أهله أو أصدقائه أين ذهب، ومن هنا بدأ
الحديث عن اختفاء وائل غنيم، وأنه ربما كان على صلة بصفحة «كلنا خالد سعيد»، وكشف
عديد من أصدقائه صراحة عن هذا السر من أجل العمل على إنقاذ حياته، وتم نشر الخبر
على نطاق واسع، وقام عدد من النشطاء السياسيين بتدشين أكثر من صفحة إلكترونية
تطالب بالإفراج عن وائل، ومن أبرزها «أفوض وائل غنيم للتحدث باسم ثوار مصر».
وانضم إليها أكثر من 200 ألف عضو، وبعد اعتقال دام لأكثر من 12 يوما،
خرج وائل غنيم مرة أخرى إلى النور، واستضافته الإعلامية الكبيرة منى الشاذلى فى
لقاء تاريخى استطاع أن يكتسب خلاله عاطفة الملايين ليعود الشارع مجددا خلف الثوار،
بعد أن فقدوا قطاعات كبيرة عقب خطاب مبارك العاطفى.
وائل غنيم من مواليد القاهرة 1980، وتخرج فى كلية الهندسة جامعة
القاهرة، وحصل على شهادة الماجستير فى إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية 2007،
وأصبح المدير الإقليمى للتسويق فى شركة «جوجل». ولم يكن له أى نشاط سياسى بارز
باستثناء انضمامه إلى حملة دعم البرادعى قبل الثورة.
وفى منتصف 2010، أسس وائل غنيم صفحة «كلنا خالد سعيد» على موقع التواصل
الإلكترونى الـ«فيسبوك»، تضامنا مع خالد سعيد الشاب السكندرى الذى تعرض للتعذيب
على يد أفراد من الشرطة حتى الموت فى يونيو 2010، وطلب من صديقه عبد الرحمن منصور
مساعدته فى إدارة الصفحة، وبالفعل شاركه منصور فى ذلك ونجحت الصفحة فى توضيح كثير
من الحقائق المرتبطة بالقضية، ودعت إلى عدة وقفات احتجاجية مطالبة بإعادة فتح
التحقيقات مرة أخرى فى قضية خالد سعيد، وانضم إلى الصفحة عشرات الآلاف، واشتهرت
الصفحة كثيرا، وتبنت الدفاع عن حقوق المواطن وقضايا التعذيب، ووصل عدد المشتركين
بها إلى أكثر من 350 ألف مشترك.
عمرو على
وقف بجسده أمام المدرعات يوم 25 يناير لمنعها من فض الاعتصام.. فأطلقوا
النار على قدميه.
25 يناير: كان ضمن المجموعات التى انطلقت من منطقة ناهيا.. وهى المسيرة
التى لم يعلن عنها.
28 يناير: قاد مجموعة حدائق المعادى التى انطلقت عقب صلاة الجمعة فى
مسيرة ضخمة إلى التحرير.
فى يوم الخامس والعشرين من يناير كان عمرو على موجودا ضمن طاقم من
القيادات الشبابية التى قادت التحرك من منطقة ناهيا، تلك المنطقة التى شهدت انطلاق
تظاهرة كبرى لم يكن أحد يعلم بتحركها أو موعدها سوى مجموعة محدودة قادتها، وفى يوم
الثامن والعشرين من يناير، كان عمرو على موجودا أيضا فى حدائق المعادى، حيث انطلقت
أضخم تظاهرة نظمتها حركة 6 أبريل هذا اليوم، متوجهة إلى ميدان التحرير لتعلن
الانتهاء الفعلى لنظام مبارك بالتحامها مع تظاهرات قادها شباب آخرون اتفقوا على
نقطة التقاء بعينها، مما أجبر الأمن على التراجع والفرار فى مواقع كثيرة.
فى مساء الخامس والعشرين من يناير أصيب عمرو على فى قدمه بعدة طلقات
مطاطية، أطلقتها قوات الأمن على المجموعة التى كان عمرو على موجودا بين صفوفها،
وقد جرت وقائع إطلاق الرصاص المطاطى عليه حينما بدأ فض الاعتصام الموجود فى
الميدان مساء ذلك اليوم، وقد وقف عمرو على ضمن مجموعة من عشرة أفراد فى وقت إطلاق
قنابل الغاز مواجهين المدرعات بأجسادهم فقط، رافضين التحرك شبرا واحدا على الرغم
من توجيه الأمن بنادقهم صوب أقدامهم، وفى ظل إطلاق الغاز المسيل للدموع بدأت
سيارات المطافئ فى محاولة تفريق تلك المجموعة الصغيرة باستخدام خراطيم المياه،
فانفرط عقد المجموعة التى كانت متشابكة الأيدى، إلا أن عمرو على وثلاثة آخرين من
زملائه رفضوا التحرك من أمام المدرعات فى تلك اللحظة، فقام الجنود بإطلاق الرصاص
المطاطى على أقدام هؤلاء الثلاثة، ليسقطوا جميعهم بعد إصابتهم بإصابات بالغة فى
أقدامهم..
إلا أن الإصابة التى لحقت بالشاب الثائر، لم تمنعه من استمرار الكر
والفر، والخوض فى مناوشات فى الأيام التالية مع قوات الأمن، والوجود فى الميدان
أيام الاعتصام متكئا على عصا خشبية، وواصل الضغط على نفسه محاولا تحمل الإصابة
ومكتفيا ببعض العلاجات الأولية، ومصرا على عدم مغادرة الميدان أو تركه قبل التأكد
نهائيا من السيطرة عليه بعد يوم الثامن والعشرين من يناير.
يذكر أن عمرو على يعد هو القيادى التنظيمى الأبرز بحركة شباب 6 أبريل،
وإن كان مقلا فى الظهور إعلاميا، أو الإدلاء بأحاديث للصحف.
كانت بداية انخراطه فى العمل السياسى من خلال حركة شباب 6 أبريل، الذى
يعد أهم كوادرها.. تلك الحركة التى تضم بين صفوفها الآلاف من الشباب ما بين أعضاء
تنظيميين أو مؤيدين أو داعمين، لعبوا جميعا دورا بارزا فى إعادة حالة الحراك
السياسى إلى المجتمع المصرى بعد أفول نجم حركة كفاية، حيث كانت الحركة وأعضاؤها
حريصين دائما على الدعوة إلى فاعليات احتجاجية تطالب بإسقاط نظام مبارك ومحاكمة
قياداته.
بدءا من تجديد ذكرى الاحتجاج فى يوم السادس من أبريل فى الأعوام
التالية وانتهاء بيوم الخامس والعشرين من يناير، الذى كانت الحركة أول الداعين إلى
التظاهر فيه عام 2010 أمام دار القضاء العالى فى منطقة وسط المدينة، تنديدا
بانتهاكات الشرطة التى كانت تطال الجميع، ثم جددت الدعوة إلى ذكرى اليوم نفسه فى
العام التالى بالتنسيق مع صفحة «كلنا خالد سعيد» ليتحول اليوم إلى ثورة تغير وجه
مصر. وعن الدور القيادى الذى لعبه عمرو على داخل الحركة فهو المسؤول عن الجناح
التنظيمى للحركة أو كما يعرفه أعضاء الحركة (بنمط الشغل فى الشارع)، وهو القسم
الذى يتولى مهمة تخطيط حركة 6 أبريل على الأرض، وتنظيمها، وقد لعب الدور نفسه فى
التخطيط وتحديد المناطق التى انطلقت منها التظاهرات الضخمة التى أشعلتها الحركة
بالتنسيق مع صفحة «كلنا خالد سعيد» فى مناطق شعبية عدة.
شادى الغزالى حرب
تعرض وثمانية من زملائه يوم الثانى من فبراير للاعتقال من أجل إجبارهم
على إخلاء الميدان.
25 يناير: كان مع المجموعات المنطلقة من منطقة ناهيا فى المسيرة
الحاشدة إلى ميدان التحرير.
28 يناير: خرج من منطقة إمبابة بالجيزة حيث كان العشرات من النشطاء
هناك يحاولون حشد الناس للخروج حتى وصلت أعدادهم إلى عشرات الآلاف.
فى يوم الرابع والعشرين من يناير كان شادى الغزالى حرب مع مجموعة من
أصدقائه مجتمعين فى مكتب الناشط زياد العليمى، للانتهاء من صياغة خطة التحرك
وتحديد الأماكن والتوقيتات التى ستنطلق منها التظاهرات يوم الخامس والعشرين من
يناير، وقد تحدد انطلاق المشاركة من منطقة ناهيا، تلك المنطقة التى شهدت وجود أغلب
القيادات الشابة، خصوصا من حملة دعم البرادعى.
وفى يوم السابع والعشرين من يناير عادت رؤوس المجموعات لتواصل اجتماعها
التحضيرى لليوم التالى، وكان هذا الاجتماع فى أحد البيوت بالمقطم، وقد انضم يومها
إلى الاجتماع قيادات من شباب جماعة الإخوان المسلمين، وبعد ساعات من القلق البالغ،
انتهى الحضور إلى صياغة شكل التحرك فى اليوم التالى، ومخطط السيطرة على ميدان
التحرير.وفى يوم الثامن والعشرين من يناير كان شادى الغزالى حرب واحدا من رؤوس
المجموعات الموجودة فى منطقة إمبابة، وهى التظاهرة الأضخم التى شقت طريقها إلى
ميدان التحرير وأحكمت قبضتها على الميدان بمشاركة المسيرات الأخرى، لتدخل فى
اعتصام مفتوح.
جرى اعتقاله يوم الثانى من فبراير عقب زيارة وجد فيها مع أعضاء المكتب
التنفيذى لائتلاف شباب الثورة فى منزل الدكتور محمد البرادعى، ليتم اقتيادهم إلى
المخابرات العسكرية، وممارسة ضغوط عليهم من أجل إقناع المتظاهرين بالانسحاب من
الميدان والاكتفاء بعدم ترشح مبارك لفترة قادمة بعد انتهاء مدة رئاسته المعتادة،
إلا أن المجموعة التى كان من بينها شادى الغزالى حرب، التى تعرضت لضغوطات داخل مقر
احتجازها على مدار يومين، تعرض فيها شادى إلى الضرب على رأسه بإحدى الطبنجات، ثم
عادوا مرة أخرى إلى ميدان التحرير بعد الإفراج عنهم ليتم الإعلان عن تشكيل ائتلاف
شباب الثورة الذى لعب دورا بارزا فى مواصلة فاعليات الاعتصام الذى انتهى بتحرك نحو
قصر الرئاسة ثم تنحى المخلوع نهائيا.
شادى الغزالى حرب هو أحد المؤسسين لحزب الجبهة الديمقراطية فى عام
2007، وقد سعى هو وزملاؤه داخل الحزب -الذى مثّل وقتها بارقة أمل أمام الكثير- من
أجل تأسيس منظمة شبابية مستقلة بالحزب، مستغلا خبرته التى اكتسبها خلال فترة العمل
الطلابى بالجامعة.. كذلك كان أحد المشاركين فى أحداث المحلة الكبرى التى شهدتها
عام 2008 يوم السادس من أبريل، التى وصفها محللون لاحقا بأنها كانت بمثابة «بروفة»
للثورة المصرية..
سافر إلى لندن بعد أن شارك زملاءه وضع البذور الأولى للمنظمة الشبابية
بالحزب، ليكمل دراسته فى مجال جراحة الكبد بعد خلاف سياسى نشب بينه وبين عمه
الدكتور أسامة الغزالى حرب، الذى رآه شادى الغزالى مسؤولا عن تراجع أداء الحزب
وتواضعه، على عكس ما كان متوقعا من الحزب الذى طرح نفسه وقتها على أنه البديل
الثالث الحقيقى فى مصر.
وعلى الرغم من وجوده بالمملكة المتحدة لما يقرب من العام، فإن شادى حرب
كان حريصا على استمرار المشاركة فى العمل السياسى، وسعى هو وناشطون موجودون بلندن
لتكوين رابطة من المصريين المقيمين هناك، تستهدف الدعوة لقضايا التغيير، وتمارس
ضغطا من خلال مجموعات المصريين الموجودة فى الخارج.
أسست تلك المجموعة فرعا للجمعية الوطنية للتغيير هناك، كان جامعا لكل التيارت
السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وقد سعى شادى حرب إلى زيارة مصر من فترة
لأخرى للتواصل مع المجموعات التى تعمل فى الداخل، وفى آخر إجازة دراسية اقتربت
مدتها من شهرين، قضاها فى مصر، ولحظة وجوده فى مطار القاهرة الدولى عائدا إلى لندن
لأداء امتحان الدكتوراه، ألقت مباحث أمن الدولة القبض عليه فى سبتمبر 2010، وتم
عصب عينيه وتقييد يديه لمدة يومين كاملين فى مقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر، حيث
جرى التحقيق معه خلال تلك الساعات عن أنشطته السياسية والمهام التى يقوم بها داخل
الجمعية الوطنية للتغيير، وارتباط ذلك بشبكات ومجموعات متفرقة فى أنحاء مصر تعادى
نظام مبارك.
بعد اعتقاله فى سبتمبر، بدأ يستقر بصورة شبه منتظمة فى مصر، وكان جزءا
من علاقات قوية توطدت بين مجموعات 6 أبريل وحملة دعم البرادعى، حيث سعى الكيانان
وقتها لبذل مجهود أكبر فى إيجاد صيغة عمل مشترك تنسق إيقاع عملهما، خصوصا أنهما
الكيانان الأبرز والأنشط فى تلك الفترة، وهو ما أدى إلى أن أصبح شادى الغزالى حرب
واحدا من مجموعة ضيقة ضمت قيادات الحركات الاحتجاجية فى مصر التى خططت لإشعال
شرارة الثورة المصرية.
محمود سامى
شارك فى تشكيل لجان إعاشة قامت بجمع التبرعات لعمل اعتصام مفتوح حتى
رحيل النظام.
25 يناير: كان موجودا بمنطقة ناهيا وهى المنطقة التى زارها سامى قبل 25
يناير بأيام لمعاينة المكان.
28 يناير: تم إلقاء القبض عليه مساء يوم 27 يناير واحتجز فى معسكر
السلام للأمن المركزى.
جندى مجهول آخر من شباب الثورة، أدى دوره فى صمت، ثم أسرع لتلبية نداء
الواجب، بعد أن تم استدعاؤه من قبل الجيش المصرى.. كان أحد القيادات التى تتولى
تنظيم حركة «6 أبريل» على الأرض، كذلك فقد كان منذ أن انضم إلى الحركة بعد تأسيسها
بشهور، معتادا الوجود فى مقدمة تظاهراتها ووقفاتها الاحتجاجية وجها لوجه فى مواجهة
جحافل الأمن المركزى.. جرى اعتقاله عدة مرات آخرها كان يوم السادس والعشرين من
يناير، وكان محمود سامى أحد أبرز العناصر التى دفعت بها حركة «6 أبريل» فى عملية
التنسيق مع الكيانات والحركات الشبابية الأخرى، من أجل وضع المواعيد الزمنية وخطة
التحرك، وخريطة المناطق المطلوب التحرك منها، كى تصب فى النهاية جميع التظاهرات فى
ميدان التحرير، بعد أن يلتقى العدد الأكبر منها فى شارع جامعة الدول العربية،
وتنجح فى تشتيت قوات الأمن من خلال مسارات عدة.
بعد اجتماع عقد بين الحركات الشبابية يوم الرابع والعشرين، وبعد أن تم
تحديد منطقة ناهيا مرتكزا رئيسيا لانطلاق تظاهرة ضخمة، تم تكليف محمود سامى بحساب
الوقت الذى تستغرقه من ناهيا إلى شارع جامعة الدول العربية، من أجل محاولة تقريب
التوقيت مع وصول تظاهرات أخرى كان من المتوقع وصولها من مناطق «الحيتية» و«ميت
عقبة» ومناطق أخرى، خرج محمود سامى فى الساعات الأولى من صباح الخامس والعشرين،
وقام بحساب الوقت الذى يستغرقه الفرد للوصول إلى شارع جامعة الدول العربية قادما
من ناهيا، وبعد عملية حسابية بسيطة جرى حساب الوقت الذى ستستغله مسيرة من الآلاف،
لكى تصل إلى موضع الالتقاء، ثم تم تحديد ساعة الصفر، بما يتوافق مع حسبة مماثلة
أجراها لتحديد الوقت المستغرق للوصول من مناطق أخرى.
فور وصول الجموع إلى ميدان التحرير يوم الخامس والعشرين من يناير سارع
محمود سامى بتشكيل لجان إعاشة قامت بجمع التبرعات، من أجل بدء اعتصام مفتوح مطالب
برحيل النظام.
ويروى سامى تخيله لذلك اليوم وهو يتصفح خريطة كان قد رسمها للتحركات،
قائلا وواصفا تحرك الجماهير كما كان يتصور ويخطط هو وزملاؤه «كنا نريد صنع كرة تلج
بتكبر مع الوقت ومع المسافة اللى بنمشيها وتصل لأكبر حجم وتوصل لميدان التحرير
وتكسر الكردون اللى هيحميه، ثم الكتلة ديه تسيطر على الميدان وتأمنه وتحميه، بحيث
يبقى الميدان مصبا لكتل أكبر جاية من مناطق مختلفة إلى أن يسقط النظام».
فى يوم 26 قاد محمود سامى مجموعات صغيرة دخلت فى مناوشات عدة مع قوات
الأمن فى شارع رمسيس وشارع شريف و26 يوليو، فى إطار اتفاق منظم بين الشباب، من أجل
إنهاك قدرة قوات الأمن واستنزافها قبل يوم الثامن والعشرين من يناير، إلا أنه جرى
القبض عليه مساء ذلك اليوم أمام محطة مترو التحرير، ضمن مجموعة كبيرة من الناشطين،
تم احتجاز تلك المجموعة من النشطاء بأحد المعسكرات، وتم الإفراج عنهم لاحقا بعد أن
انسحبت قوات الأمن أمام جماهير المتظاهرين واختفى جنود الشرطة بصورة كاملة من
الشوارع تقريبا بعد يوم الثامن والعشرين من يناير.
يؤدى محمود سامى الآن الخدمة العسكرية، ويحاول يوميا التقاط معلومات عن
التطور السياسى فى البلاد من خلال متابعة بعض الصحف المتاح قراءتها أو مشاهدة بعض
البرامج المتاحة ساعة الراحة، منتظرا أن تنتهى خدمته حتى يعود إلى دوره الذى اعتاد
القيام به دون انتظار أى جزاء أو مكافأة.
ناصر عبد الحميد
نظم مع زملائه حملة لطرق الأبواب طافت محافظات مصر لحشد التأييد حول
مطالب التغيير.
25 يناير: كان ضمن مجموعة تمركزت فى ميدان مصطفى محمود لينضم بعدها
إليها مسيرة «ناهيا».
شارك ناصر عبد الحميد العمل مع المجموعة الشبابية التى وضعت مخططا
للتحركات وانطلاق المسيرات يومى الخامس والعشرين والثامن والعشرين من يناير، وقد
جرى اعتقاله فى الثانى من فبراير ضمن مجموعة من تسعة شباب من ائتلاف شباب الثورة
تم اقتيادهم وقتها إلى مقر المخابرات العسكرية معصوبى العينين ومقيدى الأرجل، من
أجل إجبارهم على إقناع مجموعاتهم الاحتجاجية بإخلاء الميدان.
وفى يوم الرابع والعشرين من يناير كان ناصر ضمن المجموعة التى اجتمعت
فى مكتب الناشط زياد العليمى من أجل وضع مخطط وخريطة للتحركات لهذا اليوم، وقد ضمت
تلك المجموعة حركة العدالة والحرية وحملة دعم البرادعى وشباب حزب الجبهة
الديمقراطية وحركة شباب 6 أبريل، ثم انضم إليها لاحقا فى مساء السابع والعشرين من
يناير شباب من جماعة الإخوان المسلمين للتخطيط لليوم التالى.
فى الخامس والعشرين من يناير كان عبد الحميد ضمن المجموعة التى خرجت من
منطقة ناهيا، وكان منوط به مهمة توصيل البانرات واللافتات والملصقات إلى نقطة
انطلاق المسيرة التى تحركت فى التوقيت المحدد لها سلفا، تشق طريقها نحو ميدان
التحرير.. وفى يوم الثامن والعشرين من يناير كان موجودا أمام مسجد مصطفى محمود ضمن
المجموعة التى رافقها وانضموا إلى المسيرة الضخمة التى انطلقت من شارع الجامع
بإمبابة ونجحت فى جذب المئات فى البداية ثم ما لبثت أن ضمت بين صفوفها عشرات
الآلاف فى خمس وأربعين دقيقة تقريبا، بعد أن وصلت إلى شارع جامعة الدول العربية
«المكان الذى حدد سلفا لالتقاء أكثر من تظاهرة قادمة من مناطق مختلفة» شارك فيها
ناشطون شباب آخرون.
ناصر عبد الحميد هو ابن مدينة المحلة الكبرى، حاصل على بكالوريس حاسبات
ومعلومات من جامعة القاهرة، وقد شارك فى العمل السياسى بقوة خلال فترة دراسته
الجامعية من خلال اتحادات الطلاب، ومن خلال مظاهرات الانتفاضة الفلسطينية الأولى
التى اجتاحت جامعة القاهرة وقتها، كما شارك فى الحملة الشعبية لمناهضة الغزو
الأمريكى للعراق فى عام 2003.. وفى 2005 ومع تأسيس حركة كفاية شارك فى عديد من
الفاعليات التى كانت تنظمها الحركة، ونجحت فى إشعال حالة الحراك السياسى فى مصر
وفرض قضية التغيير بقوة على الساحة السياسية بعد سكون استمر لمدة عقود.
وفى 2007 كان من ضمن المؤسسين لحزب الجبهة الديمقراطية، وفى 2008 شارك
عبد الحميد فى أحداث المحلة الكبرى يوم السادس من أبريل، ثم بعدها بعامين كان من
المؤسسين الأوائل لحملة دعم البرادعى، الذى عاد إلى القاهرة وقتها ونظم له النشطاء
استقبالا حافلا بمطار القاهرة.
كذلك فقد نظم ناصر عبد الحميد بالاشتراك مع زملائه حملة لطرق الأبواب
طافت محافظات مصر من أجل جمع توقيعات على بيان التغيير الشهير صاحب المطالب
السبعة، الذى أعلن عنه د.محمد البرادعى عند عودته إلى مصر، ودعا الجماهير للتوقيع
عليه. وقد تعرض عبد الحميد وقتها للاعتقال، وخضع للتحقيق على خلفية نشاطات تلك
الحملة فى عام 2009.
وفى يناير 2010 تم اعتقاله على خلفية مشاركته وفدا لتقصى الحقائق شكله
شباب الحركات المعارضة للوقوف على خلفية الأحداث الطائفية التى جرت ليلة عيد
الميلاد المجيد آنذاك فى محافظة قنا.
محمد عادل
زوّد المتظاهرين بمعلومات حول صناعة دروع واقية لمواجهة الشرطة
بالكرتون وزجاجات المياه الفارغة.
25 يناير: كان فى غرفة عمليات «6 أبريل» لمتابعة مسارات المظاهرات
وتوجيهها.
28 يناير: قضى هذا اليوم فى أحد مقرات الاعتقال بعد أن تم اختطافه على
يد قوات الأمن.
فى يوم الرابع والعشرين من يناير كان محمد عادل قد قام بتسجيل فيديوهات
لنفسه، يشرح فيها للنشطاء كيفية حماية أجسادهم من خلال لبس وصناعة دروع واقية من
الكرتون وزجاجات المياه الغازية الفارغة، لمواجهة الاعتداءات الأمنية من قبل قوات
الأمن المركزى التى كان من المتوقع أن يشهدها اليوم التالى..
وفى يوم الخامس والعشرين كان محمد عادل واحدا من القيادات التى شكلت
غرفة عمليات مركزية لحركة «6 أبريل» فى ذلك اليوم، وأعلنت عن أكثر من رقم،
بالتنسيق مع صفحة «كلنا خالد سعيد»، تم نشرها على شبكة الإنترنت للشباب، بهدف
التواصل معهم بصورة فورية من أجل توجيههم إلى أماكن خروج التظاهرات ومساراتها، ومن
أجل التعرف منهم على من يتم اعتقاله أو إصابته، كى تقوم تلك الغرفة بالتواصل مع
المراكز الحقوقية، لتسجيل تلك الحالات ومتابعتها.
فى يومى السادس والعشرين كانت هناك مجموعة من المناوشات التى يخوضها
شباب من حركات احتجاجية مع قوات الأمن، من أجل محاولة استنزاف طاقة الأمن المركزى،
استعدادا ليوم الثامن والعشرين من يناير.. وقد كان محمد عادل واحدا من ضمن هؤلاء
الشباب الذين ألقى القبض عليهم يوم السابع والعشرين، وقد ظل بعدها مختفيا لعدة
أيام، لا يعلم أحد مكان وجوده إلى أن تم الإفراج عنه قبل تنحى المخلوع بأيام
قليلة.
محمد عادل كان من شباب جماعة الإخوان المسلمين، وهو ابن أسرة إخوانية
كان الاعتقال والملاحقة لأفرادها أمرا معتادا لا بجديد، انضم إلى حركة كفاية مع
تأسيسها فى عام 2004، وهى الحركة التى مثلت انطلاقة حقيقية للمطالبة بالتغيير ورفض
التمديد والتوريث، كان عمر محمد عادل وقتها 16 عاما فقط، حيث كان أصغر عضو فى
الحركة. كذلك فهو يعد الرعيل الأول للمدونين، وصاحب مدونة «العميد ميت»، تلك
المدونة التى اشتهرت بجانب عدد من المدونات الأخرى بتقديم تغطية مصورة سريعة
وحصرية للتظاهرات التى كانت تنظمها الحركة، وفرها الشاب من خلال كاميرا ديجيتال
صغيرة كان يحملها باستمرار فى يده لتسجل تلك اللحظات الأولى التى كانت مهدا لتغيير
أشمل عرفته مصر فى الخامس والعشرين من يناير 2011.
شارك فى اعتصامات القضاة عام 2007، حيث جرى اعتقاله هو وعدد كبير من
شباب حركة «كفاية»، ولم تكن تلك هى المرة الأولى لاعتقاله، إذ كان عادل هدفا
للملاحقة الأمنية والاعتداء فى تظاهرات عدة، وفى عام 2008 شارك فى الدعوة والإضراب
العام فى مصر يوم السادس من أبريل 2008، ثم شارك بعدها فى تأسيس حركة «6 أبريل»
التى لعب دورا بارزا فيها وصار متحدثا إعلاميا باسمها.
فى عام 2008 تم اختطافه من وسط المدينة، بعد أن قامت قوات الأمن
باقتحام منزله وتفتيشه أكثر من مرة بحثا عنه، وقد ظل معتقلا لمدة أربعة أشهر فى
أحد مقرات أمن الدولة بمدينة نصر، على خلفية تسلله إلى غزة، لتقديم الدعم المعنوى
لأسر الشهداء الفلسطينيين الذين قتلوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى فى غاراتهم
المتواصلة على القطاع.
لقد سعت حركة شباب «6 أبريل» إلى تدريب نشطائها خلال أعوام ما قبل
الثورة على سبل ووسائل الاحتجاج السلمى العنيف، من خلال استلهام تجارب تلك
الاحتجاجات التى شهدتها دول أوروبا الشرقية فى مطلع التسعينيات، وقد سعى محمد عادل
وزملاؤه إلى الاستفادة مما كتب عن تلك التجارب من خلال كتب ومراجع ومواقع على
الإنترنت سجلت تجارب تلك الدول، وكان محمد عادل وشبابا الحركة حريصين على نشر تلك
المعلومات وتنظيم ورش عمل حولها من أجل استلهام ما فيها من إيجابيات قد تساعد على
إسقاط نظام مبارك الذى لم يكن أقل استبدادا من أنظمة ديكتاتورية أخرى عرفتها
أوروبا الشرقية سقطت باحتجاجات سلمية لا عنيفة.
خالد عبد الحميد
قام بتنسيق اجتماعات الحركات قبل 25 يناير لكونه يحظى بتوافق الجميع
وتقديرهم.
25 يناير: كان فى غرفة عمليات مركز هشام مبارك التى تولت التنسيق بين
المسيرات وتوجيهها إلى ميدان التحرير.
28 يناير: شارك فى المسيرة التى جابت شوارع وسط المدينة وانتهت بميدان
التحرير لتلتقى بعدد من المسيرات الأخرى فى الموعد المحدد.
وقد لعبت هذه الحركة الشبابية دورا مهما فى تلك الفترة لدعم القضايا
الوطنية المصرية ورفع شعار «لا للتمديد» و«لا للتوريث» فى أوساط الشباب والجامعات.
وأصبح لـ«شباب من أجل التغيير» فروع ببعض الجامعات سموا أنفسهم «طلاب
من أجل التغيير»، رفعوا نفس الشعارات داخل أسوار الجامعات المصرية.
وقد لعبت هذه الحركة الشبابية الناهضة دورا كبيرا فى فترة الموات
السياسى فى تلك السنوات، وألقت حجرا كبيرا فى مياه السياسة الراكدة فى مصر، خصوصا
مع الشباب، فكانت لهم مكانا وطريقا للعمل وللاحتجاج ولرفع الصوت للمطالبة بالحقوق
والحريات. كان لخالد عبد الحميد دور كبير فى تلك الحركة الشابة، وكان يحضر
اجتماعات اللجنة التنسيقية لحركة «كفاية» ممثلا عن الشباب أو «شباب من أجل
التغيير»، ليقوم بدور الرابط بين ما يفكر فيه الكبار ويخططون له وما يراه الشباب
ويعتزمون عليه.
وفى عام 2009 شارك خالد عبد الحميد مؤسسا أصيلا فى تأسيس حركة «تضامن»
واستمر بها لمدة طويلة، ولعب دورا كبيرا فى تنظيمها ووضْع الأطر الأساسية لعملها
وفى ترتيب وتنظيم فاعلياتها المختلفة التى كانت فى الأساس تدور حول دعم حركات
العمال وإضراباتهم واحتجاجاتهم كالدعم القانونى مثلا للعمال المفصولين تعسفيا أو
لحقوق العمال فى ما له علاقة بمرتباتهم وساعات العمل وظروف العمل وغيرها من
القضايا التى تهم العمال.
ثم يشارك خالد عبد الحميد بما لديه من خبرة سابقة مع بعض الشباب فى
تأسيس حركة «شباب من أجل العدالة والحرية» فى منتصف عام 2010، وهى حركة شبابية كان
يغلب عليها الطابع اليسارى وتبنت فور تأسيسها قضايا أخرى تخص العمال والفلاحين،
ولعبت الحركة دورا كبيرا وفعالا فى تنظيم الوقفات الاحتجاجية والمسيرات المطالبة
بإطلاق الحريات والمناهضة للتعذيب والتى كان آخرها الوقفات والمسيرات بعد برلمان
2010 والتى حملت شعار باطل فى كل فاعلياتها.
بدأ خالد عبد الحميد عمله يوم 25 يناير مبكرا فى غرفة العمليات التى
كانت تنسق بين المسيرات وتتابع النشطاء وتحركاتهم فى مركز هشام مبارك، ولما تأكد
خالد من أن المجموعات تجاوزت الحواجز الأمنية نزل من غرفة العمليات ليشارك فى
المظاهرات المتحركة فى شارع رمسيس وتوجه معها إلى ميدان التحرير ليلاقى زملاءه
القادمين من الأماكن المختلفة.
شارك خالد فى الإعداد ليوم 28 يناير قبلها فى يومى 26 و27 يناير لتنسيق
أماكن الخروج يوم 28 يناير مع المجموعات الشبابية التى كونت بعد ذلك ما سُمى
«ائتلاف شباب الثورة».
تحرك خالد عبد الحميد يوم 28 يناير من شارع الألفى بوسط القاهرة وتحرك
فى مسيرات وسط البلد حتى وصل إلى ميدان التحرير. شارك خالد مع المجموعات الشبابية
الممثلة للائتلاف من خلال الثمانية عشر يوما فى صياغة المبادرات المختلفة واتخاذ
القرارات وأيضا فى إدارة منصة الائتلاف فى أيام كثيرة وتحديد الكلمات السياسية
وخلافه.
يعيش خالد عبد الحميد بهوية محددة هى مطالب الفقراء والكادحين وبحرية
تسير على قدمين هما العدالة الاجتماعية ولقمة العيش المغموسة بالحرية والكرامة.
إسراء عبد الفتاح
فى 2008.. أمضت إسراء 18 يوما فى سجن القناطر وهو نفس عدد الأيام الذى
استغرقه نظام مبارك كى يسقط.
25 يناير: كانت إسراء متمركزة فى شارع التحرير بصحبة مجموعة من النشطاء
انتظارا للمسيرات القادمة من ناهيا وشارع جامعة الدول العربية.
28 يناير: انطلقت من أمام مسجد «أسد بن الفرات» بالدقى وهى المسيرة
التى شارك فيها آلاف من أهالى الدقى ووقفت عند كوبرى الجلاء حتى وصلت باقى
المسيرات لتبدأ المواجهات مع الأمن.
شاركت إسراء فى الاجتماعات التحضيرية ليوم 25 يناير، التى عُقد أغلبها
فى مقر تيار التجديد الاشتراكى، بصفتها الشخصية، ولم تكن تمثل أى تيار سياسى، ودار
نقاش موسع داخل هذه الاجتماعات حول مطالب القوى السياسية فى ذلك اليوم، وكانت هناك
وجهة نظر تؤيد ضرورة وضع مطالب اقتصادية واجتماعية، وأن لا تكون الغَلبة للمطالب السياسية
فقط، وأن ذلك سيلعب دورا كبيرا فى اجتذاب قطاعات واسعة من الجمهور للمشاركة فى
اليوم. وكانت إسراء ممن تبنوا هذه الرؤية. كما أسهمت فى جمع تبرعات من الأستاذ
جورج إسحاق والدكتور سمير عليش والأستاذ محمد نصير، وتم الإنفاق منها على طبع
كميات ضخمة من المنشورات، قام الشباب بتوزيعها بدءا من يوم 20 يناير، وتم شراء
براميل بلاستيكية لصنع دروع صناعية لحماية المتظاهرين.
كما وجهت نداء إلى المصريين فى الداخل والخارج، خلال مشاركتها فى مؤتمر
(الإعلام الحديث)، الذى عقد بدولة قطر يومى 20 و21 يناير للمشاركة فى مظاهرات 25
يناير، من أجل الكرامة واستعادة حقوق
عدل سابقا من قبل المدير في الأربعاء 06 فبراير 2013, 9:24 am عدل 1 مرات