منتدىS&T

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدىS&T

منتدى عام متنوع


    تاريخ الكعبة وأطوار بنائها

    الحاجS&T
    الحاجS&T
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    عدد المساهمات : 3104
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    الموقع : S@T

    تاريخ الكعبة وأطوار بنائها Empty تاريخ الكعبة وأطوار بنائها

    مُساهمة من طرف الحاجS&T الأربعاء 30 يناير 2013, 3:43 am

    تاريخ الكعبة وأطوار بنائها



    الكعبة
    هي بيت الله الحرام ، وقبلة المسلمين ، جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد ،
    ورمزا للعبادة ، يقول الله تعالى
    : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} ( المائدة97) ، وهي أول بيت وضع للناس من أجل عبادة الله
    جل وعلا ، قال تعالى
    : { إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين} ( آل عمران96) .

    وللكعبة المشرفة تاريخ
    طويل ، مرت فيه بمراحل عديدة ، ويبتدأ تاريخها في عهد نبي الله
    إبراهيم
    وولده إسماعيل
    - عليهما السلام - حين أمره الله سبحانه وتعالى
    بأن يسكن مكة هو وأهله ، وكانت مكة في ذلك الوقت جدباء قاحلة
    .

    وبعد الاستقرار في مكة
    وبلوغ
    إسماعيل
    - عليه السلام - أذن الله تعالى لهما ببناء
    الكعبة ، ورفع قواعدها ، يقول الله تعالى
    : { وإذ يرفع إبراهيم القواعد من
    البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا

    }
    ( البقرة127) ، فجعل إسماعيل - عليه السلام - يأتي بالحجارة و إبراهيم يبني ، وارتفع البيت شيئا فشيئا ، حتى أصبح عاليا لا تصل
    إليه الأيدي ، عندها جاء

    إسماعيل
    - عليه السلام - بحجر ليصعد عليه أبوه ويكمل
    عمله ، واستمرا على ذلك وهما يقولان
    : { ربنا تقبل منا إنك أنت السميع
    العليم
    }
    ( البقرة127) حتى تم البناء واستوى.

    ثم استقرت بعض القبائل
    العربية في مكة من "العماليق" و"جرهم" ، وتصدع بناء
    الكعبة أكثر من مرة نتيجة لكثرة السيول
    والعوامل المؤثرة في البناء ، وكان

    أفراد تلك القبيلتين
    يتولون إصلاحها ، ورعايتها
    .

    ومرت السنون ، حتى قامت
    قريش ببناء الكعبة ، وذلك قبل البعثة بخمس سنين ،
    وكان بناء الكعبة آنذاك على هيئة حجارة منضودة موضوعة
    بعضها فوق بعض من غير

    طين ، مما جعل السيول
    التي تجتاح مكة بين الحين والآخر تؤثر على متانة
    الكعبة فأوهت بنيانها ، وصدعت جدرانها ، حتى كادت أن
    تنهار ، فقررت قريش

    إعادة بناء الكعبة بناء
    متينا يصمد أمام السيول ، ولما أجمعوا أمرهم على
    ذلك وقف فيهم أبو وهب بن عمرو فقال : " يا معشر قريش ، لاتدخلوا في بنائها من كسبكم إلا طيبا ،
    لايدخل فيها مهر بغي ،

    ولا بيع ربا ، ولا مظلمة
    أحد من الناس" لكن قريشا تهيبت من هدم الكعبة ،
    وخشيت أن يحل عليهم بذلك سخط الله ، فقال لهم الوليد بن المغيرة
    : - أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المعول وبدأ
    بالهدم وهو يقول : اللهم لم

    نزغ ، ولا نريد إلا
    الخير ، فهدم من ناحية الركنين ، فترقب الناس ليلتهم
    ليروا هل أصاب المغيرة شر بسبب ما فعل ؟ فلما رأوه يغدو عليهم لا بأس به ، قامو
    إلى الكعبة فأكملوا هدمها ، حتى لم يبق منها إلا أساس
    إبراهيم - عليه السلام - .

    ثم تلى ذلك مرحلة البناء
    ، فتم تقسيم العمل بين القبائل ، وتولت كل واحدة
    منها ناحية من نواحي الكعبة ، فجعلوا يبنونها بحجارة
    الوادي، ولما بلغ

    البنيان موضع الحجر
    الأسود دبَ الشقاق بين قبائل قريش ، فكل يريد أن ينال
    شرف رفع الحجر إلى موضعه ، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم
    ، حتى جاء

    أبو أمية
    بن المغيرة المخزومي
    فاقترح
    عليهم أن يحكّموا فيما اختلفوا فيه أول من يدخل عليهم من باب
    المسجد الحرام ، فوافقوا على اقتراحه
    وانتظروا أول قادم ، فإذا هو رسول

    الله - صلى الله عليه
    وسلم - وما إن رأوه حتى هتفوا : هذا الأمين ، رضينا ،
    هذا محمد ، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر فقال : ( هلمّ إلي ثوبا ) فأتوه به فوضع الحجر في وسطه ثم قال : ( لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا
    ) ففعلوا ، فلما بلغوا به موضعه ، أخذه بيده
    الشريفة ووضعه في مكانه
    .


    ولما
    كانت قريش قد عزمت على بناء الكعبة من حلال
    أموالها ، فقد جمعت لهذا الأمر ما استطاعت ، إلا أن
    النفقة قد قصرت بهم عن

    إتمام بناء الكعبة
    بالمال الحلال الخالص ، ولهذا أخرجوا الحِْجر ( الحطيم
    ) من
    البناء ، ووضعوا علامة تدل على أنه من الكعبة ، وقد ثبت في الصحيحين أن
    رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعائشة
    - رضي الله عنها
    : (
    ألم تري أن
    قومك قصرت بهم النفقة ؟ ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة ، وجعلت لها بابا
    شرقيا وبابا غربيا ، وأدخلت فيها الحجر
    ) .

    ولما جاء عهد ابن الزبير
    - رضي الله عنه - قرر
    أن يعيد بناء الكعبة على نحو ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم
    - في حياته ، فقام بهدمها ، وأعاد بناءها ، وزاد فيها ما
    قصرت عنه نفقة قريش
    - وكان حوالي ستة أذرع - ، وزاد في ارتفاع
    الكعبة عشرة أذرع ، وجعل لها

    بابين أحدهما من المشرق
    والآخر من المغرب ، يدخل الناس من باب ويخرجون من
    الآخر ، وجعلها في غاية الحسن والبهاء ، فكانت على الوصف
    النبوي كما أخبرته

    بذلك خالته عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - .

    وفي عهد عبدالملك بن مروان
    كتب الحجاج بن يوسف الثقفي
    إليه فيما صنعه ابن الزبير
    في الكعبة ، وما أحدثه
    في البناء من زيادة ، وظن أنه فعل ذلك بالرأي والاجتهاد ، فرد عليه
    عبدالملك
    بأن يعيدها كما كانت
    عليه من قبل ، فقام

    الحجاج
    بهدم الحائط الشمالى
    وأخرج الحِجْر كما بنته قريش ، وجعل للكعبة بابا واحد فقط ورفعه عاليا ، وسد الباب
    الآخر ، ثم لما بلغ

    عبدالملك
    بن مروان
    حديث عائشة - رضي الله عنها ندم على ما فعل ، وقال : " وددنا أنا تركناه وما تولى
    من ذلك" ، وأراد

    عبدالملك
    أن يعيدها على ما بناه ابن الزبير
    ، فاستشار
    الإمام
    مالك في ذلك ، فنهاه خشية أن تذهب هيبة البيت ، ويأتي كل ملك
    وينقض فعل من سبقه ، ويستبيح حرمة البيت
    .

    وأما آخر بناء للكعبة
    فكان في العصر العثماني سنة1040 للهجرة ، عندما
    اجتاحت مكة سيول عارمة أغرقت المسجد الحرام ، حتى وصل
    ارتفاعها إلى

    القناديل المعلقة ، مما
    سبب ضعف بناء الكعبة ، عندها أمر

    محمد علي
    باشا
    - والي مصر - مهندسين مهرة ، وعمالاً يهدمون
    الكعبة ، ويعيدون بناءها ،

    واستمر البناء نصف سنة
    كاملة ، وكلفهم ذلك أموالا باهظة ، حتى تم العمل ،
    ولازالت الكعبة شامخة ، تهفو إليها قلوب المؤمنين ،
    وستظل كذلك حتى يقضي

    الله أمره في آخر الزمان
    بهدم الكعبة على أيدي الأحباش واستخراج كنز الكعبة
    ، وفي الجملة فإن الكعبة لها تاريخ طويل مليء بالأحداث والعبر التي
    لابد
    لنا أن نعيها ونستفيد منها.












      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 29 أبريل 2024, 2:06 am