منتدىS&T

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدىS&T

منتدى عام متنوع


    أمهات المؤمنين

    الحاجS&T
    الحاجS&T
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    عدد المساهمات : 3104
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    الموقع : S@T

    أمهات المؤمنين Empty أمهات المؤمنين

    مُساهمة من طرف الحاجS&T الأربعاء 05 ديسمبر 2012, 10:16 pm



    أمهات المؤمنين



    كثيرةٌهي
    الخصائص التي اختص الله بها نبيّه محمداً - صلى الله عليه وسلم - على
    غيره من
    البشر، إظهاراً لقدره ومكانته ، وإعلاءً لمرتبته وشأنه ، ومنها
    خصوصية
    كثرة زوجاته ـ صلى الله عليه وسلم ـ التي أثيرت حولها الشبهات من
    أعداء
    الإسلام والمنافقين قديما وحديثا
    ..


    فمن
    خصائص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه أبيح له الزواج بأكثر من أربع ، قال
    الشافعي
    : "
    دلت سنة رسول
    الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المبينة عن الله أنه لا
    يجوز لأحد غير رسول الله أن يجمع بين أكثر من
    أربع من النسوة ".. وقال
    ابن كثير : " وهذا الذي قالهالشافعيمجمع عليه بين العلماء " .. فهذا الحكم
    من خصائصه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    التي انفرد به دون غيره من الأمة ، وذلك أنه
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ معصوم
    من الجور الذي قد يقع فيه غيره ، إضافة لما
    في زواجه بأكثر من أربع من
    تحقيق لأهداف وحكم هامة
    ..



    ويطلق
    على زوجات النبي ـ صلى الله عليه
    وسلم ـ أمهات المؤمنين ، تكريما لشأنهن
    وإعلاء لقدرهن ، وقد شرفهن الله
    - تعالى - بذلك فقال : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
    أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ
    }(الأحزاب: من الآية6).. وقد بلغت زوجات النبي
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ اللاتي دخل بهنّ إحدى عشرة ، كما ذكر
    ابن حجرفي فتح
    الباري ،
    وابن القيمفي زاد المعاد ، وهن كالآتي
    :



    خديجة بنت خويلدـ رضي الله عنها ـ :


    تزوجها
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمكة
    وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي أول امرأة آمنت
    من هذه الأمة ، وبقيت مع
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن أكرمه
    الله برسالته ، فآمنت به ونصرته
    ،
    فكانت له وزير صدق ، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين ، ولأم المؤمنين
    خديجةـ رضي
    الله عنها ـ خصائص كثيرة اختصت بها ، منها : أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يتزوج
    غيرها ، وأن أولاده جميعا كلهم منها إلا
    إبراهيمـ عليه السلام ـ ، وهمالقاسم
    وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة
    ..


    ومن
    عظيم خصائصها أن الله ـ عز وجل ـ بعث إليها السلام مع جبريل ـ عليه السلام ـ ، فعن
    أبي
    هريرة
    ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أتى جبريل عليه السلام فقال : يا رسول الله ،
    هذه
    خديجةأتتك بإناء فيه طعام ، أو إناء فيه شراب ،
    فإذا هي أتتك ، فاقرأ عليها من ربها السلام ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب

    (
    لؤلؤ مجوف)
    ،لا صخب فيه ولا نصب )(البخاري).


    سودة بنت زمعةـ رضي الله عنها ـ :


    هاجر
    زوجها السكران بن عمرو إلى الحبشة فتنصر ومات بها كافرا ، فزوجه بها والدها
    زمعة بن
    قيس
    .. ومن
    خصائصها أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أراد طلاقها آثرت
    عائشةـ رضي
    الله عنها ـ بيومها ووهبته لها ، حباً لرسول الله ـ صلى الله عليه
    وسلم ـ
    وإيثاراً لبقائها معه فأمسكها ، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها ،
    وهي
    راضية بذلك ، مؤثرة لرضى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنها

    .

    عائشة بنت أبي
    بكرـ رضي الله عنهما ـ
    :


    تزوجها
    رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    وهي بنت ست سنين قبل الهجرة بسنتين ، وبنى
    بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين ،
    ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة ، وتوفيت
    بالمدينة ، ودفنت بالبقيع
    ..
    ومن خصائصها أنها كانت
    أحب أزواج النبي إليه ، فقد سئل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

    : (
    أي الناس أحب إليك ؟
    ، قال
    : عائشة، قيل : فمن الرجال ؟ ، قال :
    أبوها
    )(البخاري)
    ..
    ولم يتزوج النبي ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ بِكْراً غيرها ، وكان الوحي ينزل
    عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في لحافها
    دون غيرها ، ولما أنزل الله آية
    التخيير : { يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ
    كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ
    الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ
    أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ
    سَرَاحاً جَمِيلاً }(الأحزاب:28) ، بدأ النبي ـ صلى الله عليه
    وسلم ـ بها فخيرها فقال
    : ( ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك ،
    فقالت : أفي هذا أستأمر أبوي؟ ، فإني أريد الله ورسوله
    )(البخاري) ،
    فاقتدى بها بقية أزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقلن كما قالت

    ..



    ومن
    خصائصها أن الله برأها مما رماها به
    أهل الإفك ، وأنزل في براءتها وحياً يتلى إلى
    يوم القيامة .. وقد تُوفي
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيتها ،
    وعلى صدرها ، ودفن في حجرتها
    .. وكان الأكابر من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ
    إذا أشكل عليهم أمر من الدين
    استفتوها ، فيجدون علمه عندها
    ..

    حفصة بنت عمرـ رضي الله عنهما ـ :
    تزوجها رسول الله صلى
    الله عليه وسلم ـ وكانت قبله عند
    خنيس بن حذافةوكانمن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    وشهد بدرا وأحدا ، وأصيب في
    أحد بجراح مات منها , فتزوجها النبي ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ
    ..
    ومن خصائصها ـ رضي الله
    عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ طلقها ، فأتاه جبريل فقال

    : (
    إن الله يأمرك أن
    تراجع
    حفصةفإنها صوامة قوامة ، وإنها زوجتك في الجنة
    )(
    الطبراني)
    ..

    أم حبيبةـ رضي الله عنها ـ :


    هيرملة
    بنت صخر بن حرب
    ، هاجرت مع زوجهاعبيد
    الله بن جحش
    إلى أرض الحبشة فتنصر بها ، فتزوجها النبي ـ صلى الله
    عليه وسلم ـ وهي بأرض الحبشة ، وأصدقها عنه
    النجاشيأربعمائة دينار ، وبعثعمرو بن
    أمية الضمري
    إلىالنجاشييخطبها ، وولي تزويجهاعثمان
    بن عفان
    ـ رضي الله عنه ـ ..
    وهي التي أكرمت فراش رسول
    الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يجلس عليه أبوها قبل إسلامه وقالت : إنك مشرك ،
    ومنعته من الجلوس عليه
    ..

    أم سلمةـ رضي الله عنها ـ :


    هيهند بنت
    أبي أمية بن المغيرة
    ، كانت قبله عندأبي
    سلمة بن عبد الأسد
    ، وكانت
    -
    رضي الله عنها - من
    النساء العاقلات الناضجات ، يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية

    ..
    قال الإمامابن حجر
    : " ..
    وإشارتها
    على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها

    " ..
    وقد أخذتأم سلمةحظّاً
    وافراً من أنوار النبوّة وعلومها ، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلماً ،
    وكانت آخر أمهات المؤمنين موتاً
    ..

    زينب بنت جحشـ رضي الله عنها ـ :


    هيزينب
    بنت جحش
    بنت عمتهأميمة بنت عبد المطلب، وكانت قبله عند مولاهزيد بن
    حارثة
    وطلقها ، فزوجها الله تعالى للنبي ـ صلى الله عليه وسلم
    ـ من فوق سبع سماوات ، وأنزل قوله ـ تعالى ـ
    : { فَلَمَّاقَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً
    زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى
    الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ
    أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا
    مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ
    مَفْعُولاً
    }(الأحزاب: من الآية37) ..
    وكانت تفخر بذلك على
    سائر أزواج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول
    : ( زوجكن أهاليكن ، وزوجني الله من فوق سبع
    سماواته
    )(البخاري)
    ، وتوفيت بالمدينة سنة عشرين ودفنت بالبقيع
    ..

    زينب بنت
    خزيمة
    ـ رضي الله عنها ـ :


    هيزينب
    بنت خزيمة الهلالية
    ، وكانت تحتعبد
    الله بن جحش
    ـرضي الله عنه ـ الذي شهد بدرا وقتل يوم أحد
    .. تزوجها رسول الله ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ سنة ثلاث من الهجرة ، وكانت
    تسمى أم المساكين لكثرة
    إطعامها المساكين ، وعاشت ثمانية أشهر مع
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم
    توفيت ، وقد صلى عليها رسول الله ـ صلى الله
    عليه وسلم ـ ودفنها بالبقيع
    .

    جويرية بنت
    الحارث
    ـ رضي الله عنها ـ :


    تزوج
    رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    جويرية بنت الحارثمنبني المصطلق سنة ست من الهجرة ، وتوفيت سنة
    ستة وخمسين ، وهي التي أعتق
    المسلمون بسببها مائة أهل بيت من الرقيق ،
    وقالوا : أصهار رسول الله ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ ، وكان ذلك من بركتها على
    قومها ـ رضي الله عنها ـ
    ..

    صفية بنت حييـ رضي الله عنها ـ :


    تزوج النبي ـ صلى الله
    عليه وسلم ـ
    صفية بنت حييسنة سبع بعد غزوة خيبر حيث سبيت فيها ، وكانت
    قبله تحت كنانة بن أبي
    الحقيق ، توفيت سنة ست وثلاثين ، وقيل سنة
    خمسين ، ومن خصائصها أن النبي ـ
    صلى الله عليه وسلم ـ أعتقها وجعل عتقها
    صداقها ، قال أنس ـ رضي الله عنه ـ
    : ( أمهرها نفسها )(البخاري) ..

    ميمونة بنت
    الحارث
    ـ رضي الله عنها ـ :


    أشارالعباسـ رضي
    الله عنه ـ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بزواجها ، فتزوجها
    مواساة
    لفقد زوجها ، واعترافاً بفضلها ، وتحبيباً لقومها في الإسلام ، وقد
    تزوجها
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبنى بها بسَرِفَ (مكان قرب مكة
    )
    ،وماتت بسرف ، وهي آخر من تزوج من أمهات المؤمنين ، وهي
    خالة
    عبد الله بن عباسـ رضي الله عنهما ـ ..
    وكانت ـ رضي الله عنها ـ
    مثلاً عالياً للصلاح والتقوى ، حتى شهدت لها أم المؤمنين
    عائشةـ رضي الله عنها ـ بقولها : ".. أما
    أنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم
    " .
    وقد روت عدداً من
    الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، كان منها صفة غسله ـ صلى الله
    عليه وسلم ـ
    ..

    هؤلاء جملة من دخل بهن
    من النساء ، وهن نساؤه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في
    الدنيا والآخرة ، وقد عاشت زوجات النبي ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ أمهات
    المؤمنين في غرفهن الصغيرة بجوار المسجد
    النبوي ، يستمعن لأحاديث النبي ـ
    صلى الله عليه وسلم ـ، ويشتركن في بيان تعاليم
    الإسلام وأحكامه ـ خاصة في
    شئون المرأة ـ ، ثم لهن حياتهن الخاصة مع
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    الحافلة بالعبادة والعلم ، المليئة بالدروس
    والعبر، الدافقة بالخير والعطاء
    ..
    وقد توفيت اثنتان منهن
    في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهما
    خديجة وزينب بنت خزيمة
    -
    رضى الله عنهما - ،
    وتوفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تسع منهن ، ودُفِنَّ جميعا في البقيع
    بالمدينة المنورة ، ما عدا
    خديجةـ رضي الله عنها ـ فدفنت في الحجون بمكة ،وميمونة
    بنت الحارث
    - رضي الله عنها - دفنت في سرف قريبا من مكة
    .

    لقد عاش النبي - صلى
    الله عليه وسلم - إلى الخامسة والعشرين من عمره في
    بيئة جاهلية ، عفيف النفس ، دون أن ينساق في
    شيء من التيارات الفاسدة التي
    تموج حوله ، كما أنه تزوج منخديجةـرضي
    الله عنها ـ ولها ما يقارب ضعف عمره ، حتى تجاوز مرحلة الشباب ، وقد
    ظل هذا
    الزواج قائماً حتى توفيت عن خمسة وستين عاماً ، وقد قرب النبي ـ صلى
    الله
    عليه وسلم ـ من الخمسين من عمره ، دون أن يفكر خلالها بالزواج بأي
    امرأة
    أخرى ، ومابين العشرين والخمسين من عُمْر الإنسان هو الزمن الذي تقوى
    فيه
    الدوافع لذلك ، لكن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفكر في أن يضم
    إليها ـ
    رضي الله عنها ـ مثلها من النساء زوجة أو أَمَة ، ولو أراد لكان
    الكثير
    من النساء والإماء طوع بنانه ، وهو أمر طبيعي في هذه البيئة

    .
    ومن ثم فكثرة زواج النبي
    ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن بهدف التمتع وإشباع
    الشهوة ، وإن كان ذلك أمراً فطرياً سائغاً لا
    يعاب الإنسان به ، وقد كان
    ذلك سائداً بين العرب آنذاك ، وقد عَدَّد
    الأنبياء قبله ـ صلى الله عليه
    وسلم ـ ، ومع ذلك فإن هدف النبي ـ صلى الله
    عليه وسلم ـ من زواجه كان أسمى
    من ذلك وأعلى ..

    ففي زواج النبي ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ من أمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهن ـ
    كثير من الحكم التشريعية والإنسانية
    والتعليمية ، إضافة إلى ما يتعلق
    بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة
    ..
    فقد حرص في بعضها ـ صلى
    الله عليه وسلم ـ على توثيق الرابطة بين الإسلام وبعض القبائل ، كما حدث عندما
    تزوج
    بجويرية بنت الحارثسيد بني المصطلق ، الذي كان من آثاره إسلام
    جميع قبيلتها ، وكزواجه من
    أم حبيبةرملة بنت أبي سفيان،وصفية
    بنت حيي بن أخطب
    ..
    وهدف في بعضها الآخر
    تكريم أرامل الشهداء الذين ماتوا في الحبشة ، أو
    استشهدوا من أجل الدعوة في سبيل الله ،
    وتركوا أرامل لا يقدرون على تحمل
    أثقال الحياة وأعبائها الجمة ، مثلأم سلمةـ،وزينب
    بنت خزيمة
    ،وسودة
    بنت زمعة
    ..
    وكان في بعضها الآخر
    زواجا تشريعيا كزواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ من
    زينب بنت جحشوذلك لهدم نظام التبني الذي كان موجودا عند
    العرب .. ومنها توثيق أواصر الترابط بينه وبين صاحبيه الجليلين
    أبى بكر
    وعمر
    ، وتكريمهما بشرف
    المصاهرة به ، وذلك ظاهر في زواجه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    بعائشة
    بنت أبي بكر وحفصة بنت عمر
    ـ رضي الله عنهم ـ ..


    وثمة
    أمر آخر هام وهو أن الإسلام ـ الذي هو
    خاتم الأديان ـ بحاجة إلى من يبلغ أحكامه
    الشرعية الخاصة بالنساء وهي
    كثيرة ، وزوجة واحدة لا تستطيع القيام بهذا
    العبء وحدها ، فالأمر أكبر من
    ذلك بكثير ، وقد ذكر رواة السنة أن نساء
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ روين
    أكثر من ثلاثة آلاف حديث عن النبي ـ صلى الله
    عليه وسلم ـ ، ومن ثم فقد
    ساهمت أمهات المؤمنين خاصة ـعائشة
    وأم سلمة
    ـ مساهمة فعالة في نقل السنة النبوية ، ـ وهي المصدر
    الثاني للتشريع بعد كتاب الله ـ إلى الأمة الإسلامية
    ..


    وقد
    ذكر الإمام
    ابن حجرفي فتح الباري حكما كثيرة للعلماء من
    استكثاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ من
    الزوجات ، أحدها : أن يَكثر من يشاهد أحواله
    الباطنة فينتفي عنه ما يظن به
    المشركون من أنه ساحر أو غير ذلك .. ثانيها :
    لتتشرف به قبائل العرب
    بمصاهرته فيهم .. ثالثها : الزيادة في تألفهم
    لذلك .. رابعها : لتكثر
    عشيرته من جهة نسائه فتزداد أعوانه على من
    يحاربه .. خامسها : نقل الأحكام
    الشرعية التي لا يطلع عليها الرجال ، لأن
    أكثر ما يقع مع الزوجة مما شأنه
    أن يختفي مثله .. سادسها : الاطلاع على محاسن
    أخلاقه الباطنة ، فقد تزوج
    أم حبيبةوأبوها يعاديه ،وصفيةبعد قتل أبيها وعمها وزوجها ، فلو لم يكن
    أكمل الخَلْق في خُلقه لنفرن منه
    ،
    بل الذي وقع أنه كان أحب إليهن من جميع أهلهن .. سابعها : تحصينهن
    والقيام
    بحقوقهن
    ..

    ومن ثم فإن لكل من زواج
    النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمهات المؤمنين حكمة
    وسبب ، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول
    الله - صلى الله عليه وسلم
    - ،ورفعة
    شأنه وكمال أخلاقه

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 11 مايو 2024, 12:05 pm