منتدىS&T

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدىS&T

منتدى عام متنوع


    رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2

    الحاجS&T
    الحاجS&T
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    عدد المساهمات : 3104
    تاريخ التسجيل : 07/10/2009
    الموقع : S@T

    رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 Empty رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2

    مُساهمة من طرف الحاجS&T السبت 16 نوفمبر 2013, 7:33 am


    رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 %D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%843


    ماذا تعرف عن”عبد الله بن حذافة السهمي” رضي الله عنه؟

    لقد كان فى وسع التاريخ ان يمر بهذا الرجل كما مر بملايين العرب قبله دون ان يأبه بهم او يخطروا له على بال لكن الاسلام اتاح لعبد الله بن حذافه السهمى ان يلقى سيدي الدنيا فى زمانه : كسرى الفرس وقيصر عظيم الروم، وان تكون له مع كل منهما قصه ما تزال تعيها ذاكرة الدهر ويرويها لسان التاريخ.
    اما قصته مع كسرى ملك الفرس فكانت فى السنه السادسه للهجره حين عزم النبى ان يبعث طائفة من اصحابه برسائل الى ملوك الاعاجم يدعوهم فيها الى الاسلام. ولقد كان الرسول يقدر خطورة هذة المهمه فهؤلاء الرسل سيذهبون الى بلاد نائية لا عهد لهم بها من قبل وهم يجهلون لغات تلك البلاد ولا يعرفون شيئا عن ملوكها، ثم انهم سيدعون هؤلاء الملوك الى ترك اديانهم ومفارقة عزهم وسلطانهم والدخول فى دين قوم كانوا الى الامس القريب من بعض اتباعهم. لذلك جمع النبى اصحابه وقام فيهم خطيبا فحمد الله واثنى عليه وتشهد ثم قال “اما بعد، فإنى أريد ان ابعث بعضكم الى ملوك الاعاجم، فلا تختلفوا على كما اختلفت بنو اسرائيل على عيسى بن مريم”. فقال اصحاب النبى: نحن يا رسول الله نؤدى عنك ما تريد فابعثنا حيث شئت. وانتدب النبى سته من اصحابه ليحملوا الرسائل الى ملوك الدنيا، وكان احد هؤلاء السته عبد الله بن حذافه السهمى، فقد اختير لحمل رساله النبى الى كسرى ملك الفرس. جهز عبد الله راحلته ومضى الى وجهته وحيدا ليس معه الا الله حتى بلغ ارض الفرس فاستأذن فى الدخول على ملكها واخطر حجابه بالرساله التى يحملها له، فأمر كسرى بأن يُزين ايوانه (قاعه العرش) وان يُدعى عظماء فارس لحضور مجلسه فحضروا ثم اذن لعبد الله بالدخول عليه فدخل عليه رافعا راسه مزهوا باسلامه فما ان رآه كسرى حتى امر احد رجاله بأن يأخذ الرساله منه فقال عبد الله : لا .. انما امرنى رسول الله ان ادفعها لك يدا بيد. فقال كسرى لرجاله : اتركوه يدنو منى فدنا من كسرى وناوله الرساله، ثم دعا كسرى رجلا يعرف العربية وامره ان يقرأ عليه نص الرساله فإذا فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله الى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى ..” فما ان استمع كسرى الى ذلك حتى غضب غضبا شديدا لأن النبي بدأ بنفسه فجذب الرساله ومزقها دون ان يكمل قراتها وهو يصيح “ايكتب لى بهذا وهو عبدى” ثم امر بعبد الله بن حذافة ان يخرج من مجلسه فخرج وعاد الى النبى وقص عليه ما حدث فما زاد النبى عن قوله “مزق الله ملكه”. اما كسرى فقد مزق الله ملكه بعد ان قتله ابنه “شيرويه” ليستولى على الحكم. أما قصته مع قيصر الروم فكانت فى زمن خلافه عمر بن الخطاب فى السنه التاسعة عشره من الهجره حين بعث عمر بن الخطاب بجيش الى بلاد الروم فيه عبد الله بن حذافه، وكان قيصر قد تناهت الى مسامعه اخبار قدوم جيش المسلمين وما يتحلون به من صدق الايمان وقوة القتال فأمر رجاله ان هم وقع فى ايديهم اسير من المسلمين ان يبقوا علية حيا ولا يقتلوه .. وشاء الله ان يقع عبد الله بن حذافه فى ايديهم اسيرا فحملوه الى ملكهم وقالوا له: ان هذا من اصحاب محمد السابقين الى دينه قد اتيناك به. ونظر قيصر الروم الى بن حذافة وقال: انى عارض عليك امرا قال: ماهو ؟ فقال: اعرض عليك ان تتنصر .. فإن فعلت خليت اسرك واكرمتك. فقال عبد الله: هيهات .. ان الموت احب الى الف مره مما تدعونى عليه. فقال قيصر: إنى لأراك رجلا شهما .. فإن اجبتنى الى ما ادعوك اليه اشركتك فى ملكى وقاسمتك سلطانى. فتبسم بن حذافه المقيد بالسلاسل وقال: والله لو اعطيتنى جميع ما تملك وجميع ما ملكته العرب على ان ارجع عن دين محمد ما فعلت. قال: اذن اقتلك. قال: انت وما تريد. فأمر قيصر بأن يصلب عبد الله وان يرمى بالسهام قريبا من جسده لإرهابه لعله يستجيب دون فائده، عند اذن أمر قيصر بقدر عظيم وصب فيها الزيت واوقد عليها النار حتى غلت ثم دعا بأسيرين من اسارى المسلمين فأمر بإحداهما ان يلقى فى الزيت فإذا بجسده يذوب فى لحظات امام عيون بن حذافه الدامعه ثم التفت قيصر إلى بن حذافه وكرر عليه طلبه فإذا به أصلب مما سبق فى الرفض، فلما يئس منه امر به ان يلقى فى القدر التى القى فيها صاحبه فلما اخذوه اليها دمعت عيناه فقال رجال القيصر لملكهم: انه يبكى فظن قيصر انه خاف من الموت فأمر أن يؤتى به فلما مثل بين يديه كرر عليه طلبه فرفض.. فقال : ويحك ، فما الذى ابكاك اذن؟ قال : ابكانى انى كنت اشتهى ان يكون لى بعدد شعر جسدى انفس فتلقى كلها فى هذا القدر فىسبيل الله. فلما رأى قيصر انه لا حيلة مع هذا الرجل قال له: هل لك ان تقبل رأسى على ان اخلى عنك. فقال عبد الله: وعن كل اسرى المسلمين. فأجابه قيصر الى ما طلب وقبل بن حذافه رأسه وعاد الى المدينه ومعه كل اسرى المسلمين ودخل على عمر بن الخطاب فى المسجد وحوله المسلمون وقص عليهم ما حدث فقام عمر بن الخطاب وأقترب منه وقال: حق على كل مسلم تقبيل رأس بن حذافه وانا ابدأ بذلك .. ثم قبل رأسه وتبعه المسلمون


    من هو أول مؤذن في الإسلام ؟

    بلال بن رباح الحبشي، هو أول مؤذن في الإسلام ومؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من قال عنه عمر بن الخطاب إذا ذُكر أبو بكر ” أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا ” يعني بلالاً، أمه سوداء من بني جُمح بمكة، حيث كانت أمه إحدى جواريهم وإمائهم، وكان عبدا يعيش عيشة الرقيق.
    كان بلال رضى الله عنه رجلاً شديد السمرة، نحيفٌ الجسد، مفرط الطول، كث الشعر، خفيف العارضين، وكان متواضعا فما ان يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول : “إنما أنا حبشي .. كنت بالأمس عبداً”.
    وتعرض بلال رضى الله عنه لشتى أنواع العذاب لإثناءه عن عبادة الله وحده وترك دين الإسلام، إلا أنه صمد وإستمد قوتة من إيمانه القوي الصامد كالجبال، وكان المشركين يضعونة عرياناً فوق الجمر، وكانوا يطرحونه على الحصى الملتهب في الظهيرة وهو عريان ويلقون بالحجر المستعر على ظهره، وكلما اشتد به العذاب كان يردد ” أحدٌ .. أحدٌ”، وكلما طلب منه الكفار ذكر آلهتهم بخير لتحفظ لهم كبريائهم كان يقول: “إن لساني لا يحسنه !!”.
    وظل يعذب هكذا حتى مر أبو بكر الصديق ذات يوم على المشركين وهم يعذبونه فصاح بهم: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟؟”، ثم صاح في أمية بن خلف : “خذ أكثر من ثمنه واتركه حراً، فاشتراه أبو بكر وحرره من فوره، ثم قال أمية : خذه، فواللات والعزى لو أبيت إلا أن تشتريه بأوقية واحدة لبعتكه بها، فرد عليه أبو بكر قائلا : “والله لو أبيتم إلا مائة أوقية لدفعتها”.
    وإشترك بلال رضى الله عنه فى الكثير من الغزوات منها غزوة بدر التي كان شعارها أحدٌ .. أحدٌ، والتى قَتل فيها أمية بن خلف وهو يقول : “رأس الكفر، أمية بن خلف .. لا نجوت إن نجا”.
    وبعد فتح مكة، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم شاكراً مكبراً على رأس عشرة آلاف من المسلمين متوجهين إلى الكعبة، ثم أمر بلال أن يعلو ظهر الكعبة ويؤذن، ووقفت الألوف المسلمة تردد في خشوع كلمات الأذان.
    وذهب بلال يوماً يخطب لنفسه ولأخيه زوجتين فقال لأبيهما: “أنا بلال، وهذا أخي عبدان حبشيان كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله إن تزوجنا، فالحمد لله وإن تمنعونا، فالله أكبر”، ولبى القوم طلبهما وزوجوهما الفتاتين.
    وبعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم رفض بلال أن يؤذن لأحد، وإختار رضى الله عنه طريق الجهاد فى سبيل الله تنفيذا لقول النبي: “أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله”.
    ولما زار أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام ليتسلم مفاتيح القدس، طلب من بلال أن يُؤذّن لهم، ولم يستطع بلال أن يرفض طلب الخليفة، خاصة عندما قال له أمير المؤمنين: “يا بلال إن هذا يوماً يسر رسول الله” فعلا ظهر المسجد وأذن بصوت حنون جعل الخشوع وخشية الله يسكنان قلوب السامعين، وما ان وصل إلى محمد رسول الله حتى غصت المدينة بالبكاء.
    وفي ذات ليلة بينما كان بلال نائما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له : “ماهذه الجفوة يابلال أما آن لك أن تزورنا؟” فقام من نومه حزينا وإنطلق من فوره إلى المدينة المنورة زائراً لرسول الله، وهناك شاهد الحسن والحسين حفيدي رسول الله فاحتضنهما يقبلهما باكياً فقالا له: “أذن لنا كما كنت تؤذن لجدنا”.
    وفي وقت السحر سمع الناس الآذان بصوت بلال ينبع من المسجد النبوي فارتجت المدينة بالبكاء وخرج الناس من منازلهم تسيل دموعهم على وجوههم، فلم تشهد المدينة يوماً كهذا إلا يوم موت رسول الله، وعاد بعدها مؤذن رسول الله إلى الشام وتوفي ودفن بالشام، فرضى الله عنه وأرضاه.


    لماذا لقب “أبو هريرة” بهذا الأسم؟

    كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، ولما أسلم سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عبد الرحمن، ولقد كان عطوفا على الحيوان، وكانت له هرة (قطة)، يرعاها ويطعمها وينظفها وتلازمه ومن هنا جاء لقبه.
    لم تأتى شهرة ابوهريرة من كونه أكثر الصحابة مالا أو جهادا في سبيل الله وإنما جاءت شهرته من كونه أكثر من روى الأحاديث عن النبي الكريم فلم يكن لأبى هريرة مالا أو تجارة ينشغل بها فشغل نفسه بتحصيل العلم وحفظ أحاديث النبي من الضياع.
    كان أبو هريرة قد اسلم على يد النبي في سنه 7 من الهجرة ومن لحظتها لم يفارق النبي لحظة و لم يكن لأبي هريرة بعد إسلامه إلا مشكلة واحدة وهي أمه التي لم تسلم، وكانت دوما تؤذيه بذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسوء، فذهب يوما إلى الرسول باكيا وقال: “يا رسول الله، كنت أدعو أم أبي هريرة إلى الإسلام فتأبى علي، واني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة إلى الإسلام”.
    فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: “اللهم اهد أم أبي هريرة “فخرج يعدو يبشرها بدعاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلما أتاها خرجت تقول:: “أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله”، فجاء ابوهريرة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- باكيا من الفرح وقال: “أبشر يا رسول الله، فقد أجاب الله دعوتك، قد هدى الله أم أبي هريرة إلى الإسلام”، ثم قال: “يا رسول الله، ادع الله أن يحببني وأمي إلى المؤمنين والمؤمنات”، فقال: “اللهم حبب عبدك هذا وأمه إلى كل مؤمن ومؤمنة”.
    وتميز ابوهريرة بين الصحابة بمقدرته الفذة على الحفظ، يقول عن نفسه: “إنكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتقولون ان المهاجرين الذين سبقوه إلى الإسلام لا يحدثون هذه الأحاديث، ألا ان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق، وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم، واني كنت امرءا مسكينا، أكثر مجالسة رسول الله، فأحضر إذا غابوا، وأحفظ إذا نسوا، وأيم الله لولا أية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا، هي
    “ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ”
    وفى عهد عمر بن الخطاب تولى أبو هريرة ولاية البحرين إلا انه تركها بعدما أمره عمر بن الخطاب بدفع كل ماله لبيت المال وكان معروفا عن عمر انه يحاسب واليه على ماله قبل توليته وبعدها فإذا وجد زيادة أمره ان يدفعها لبيت المال وهذا ما حدث مع أبو هريرة فقد وجد عمر عشرة الآلف درهم زيادة في ماله كان أبو هريرة قد جمعها من تجارته في الخيل إلا ان عمر كان عنيفا في محاسبته لولاته فرفض أبو هريرة الولاية بعد ذلك حينما عرضها عمر علية.
    أراد مروان بن الحكم يوما أن يختبر مقدرة أبي هريرة على الحفظ، فدعاه إليه ليحدثه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأجلس كاتبا له وراء حجاب ليكتب كل ما يسمع من أبي هريرة، وبعد مرور عام، دعاه ثانية، وأخذ يستقرئه نفس الأحاديث التي كتبت، فما نسي أبو هريرة منها شيئا وكان -رضي الله عنه- يقول: “ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص، فانه كان يكتب ولا أكتب”.
    وتوفى الصحابي الكريم و العالم الجليل الأمي ابوهريرة عام 59 للهجرة عن عمر يناهز الثامنة و السبعين. ويقدر علماء الحديث مجموع ما رواه أبو هريرة من أحاديث بمئات الآلاف.


    تعرف على “عبد الرحمن بن عوف “

    عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام ، عرض عليه أبو بكر الإسلام فسارع الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبايعه وفور إسلامه أخذ حظه من اضطهاد المشركين. هاجر الى الحبشة الهجـرة الأولى والثانيـة، كما هاجر الى المدينـة مع المسلميـن. فأصيب يوم أُحُد بعشريـن جراحا إحداها تركت عرجا دائما في ساقه، كما سقطت بعـض ثناياه فتركت هتما واضحا في نطقه وحديثه .
    و كان رضي الله عنه مشهوراً جداً بالتجارة إلى حد انه في يوم قال رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 Icon_sadلقد رأيتني لو رفعت حجراً لوجدت تحته فضة وذهباً) وكانت التجارة عند عبد الرحمن بن عوف عملاً وسعياً للعيش الشريف وليس مجرداً لجمع المال، وهذا ما نراه حين آخى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار؛ فحين أخى بين عبد الرحمن بن عوف و سعد بن ربيع، قال سعد لعبد الرحمن رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 Icon_sadأخي أنا أكثر أهل المدينة مالا، فانظر شطر مالي فخذه، وتحتي امرأتان، فانظر أيتهما أعجب لك حتى أطلّقها وتتزوجها )– فقال عبد الرحمن رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 Icon_sadبارك الله لك في أهلك ومالك، دُلوني على السوق ) وخرج الى السوق فاشترى وباع وربح .
    و قد كان ثراء عبد الرحمن -رضي الله عنه- مصدر إزعاج له وخوف شديدين، فقد جيء له يوماً بطعام الإفطار وكان صائماً، فلما رأى الطعام فقد شهيته وبكى ثم قال :” استشهد مصعب بن عمير وهو خير مني فكُـفّـن في بردة إن غطّت رأسه بدت رجلاه، وإن غطّت رجلاه بدا رأسه، واستشهد حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له ما يُكَـفّـن فيه إلا بردة، ثم بُسِـطَ لنا في الدنيا ما بُسـط، وأعطينا منها ما أعطينا وإني لأخشى أن نكون قد عُجّلـت لنا حسناتنا”.
    وقد سمع عبد الرحمن بن عوف الرسول صلى الله عليه وسلم يقول يوما رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 Icon_sadيا بن عوف إنك من الأغنياء ، وإنك ستدخل الجنة حَبْوا ، فأقرض الله يُطلق لك قدميك ) ومنذ ذاك الحين وهو يقرض الله قرضـا حسنا ، فيضاعفـه الله له أضعافـا ، فقد باع يوما أرضا بأربعين ألف دينار فرّقها جميعا على أهله من بني زُهرة وأمهات المسلمين وفقراء المسلمين ،وقدّم خمسمائة فرس لجيوش الإسلام ، ويوما آخر ألفا وخمسمائة راحلة ، وعند موته أوصى بخمسين ألف دينار في سبيل الله ، وأربعمائة دينار لكل من بقي ممن شهدوا بدرا حتى وصل للخليفة عثمان نصيبا من الوصية فأخذها وقال رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 Icon_sadإن مال عبد الرحمن حلال صَفْو ، وإن الطُعْمَة منه عافية وبركة ).
    وبلغ من جود عبد الرحمن بن عوف أنه قيل رجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم 2 Icon_sadأهل المدينة جميعا شركاء لابن عوف في ماله ، ثُلث يقرضهم ، وثُلث يقضي عنهم ديونهم ، وثلث يصِلَهم ويُعطيهم ) .
    و كان عبد الرحمن بن عوف من الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة لهم من بعده قائلاً: “لقد توفي رسول الله وهو عنهم راض ٍ”.
    وفي العام الثاني والثلاثين للهجرة جاد عبد الرحمن بن عوف بأنفاسه -رضي الله عنه وأرضاه- وأرادت أم المؤمنين أن تخُصَّه بشرف لم تخصّ به سواه، فعرضت عليه أن يُدفن في حجرتها الى جوار الرسول وأبي بكر وعمر، لكنه استحى أن يرفع نفسه إلى هذا الجوار، وطلب دفنه بجوار عثمان بن مظعون إذ تواثقا يوماً أيهما مات بعد الآخر يدفن الى جوار صاحبه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 29 أبريل 2024, 7:36 pm