مبدد أحلام الجنرال أدان.. "حافظ سلامة" البطل الشعبي الذي حول السويس إلي مقبرة للصهاينة.. وتغنى التاريخ بشجاعته
عندما تذكر ملحمة السويس في 22 أكتوبر فإنه لا يمكن أن نتجاوز الأمر دون ذكر الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس.
وفي السطور التالية لن نتحدث فقط عن المجاهد حافظ علي أحمد سلامة إمام مسجد الشهداء بالسويس وعن اشتراكه في مقاومة المحتل الإنجليزي لمصر قبل الثورة ولن نتحدث عن تزويده للمجاهدين من أبناء فلسطين بالسلاح لمقاومة الإنجليز بفلسطين ولن نتحدث عن تزويده لكتائب الفدائيين بالسلاح في حرب 1948 ولن نتحدث عن اشتراكه في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ولن أتوقف عند اشتراكه في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل في الفترة من يونيو 1967 إلى أكتوبر 1973 ولن أتحدث عن إقامته لأكبر مجمع ديني بالقاهرة، وهو مسجد النور بالقاهرة، ولن أتحدث عن دوره في دعم القوات المسلحة والجيش الثالث أثناء حرب أكتوبر 1973.
ولكني سأتوقف مع التاريخ أمام لحظة واحدة، ففي ذاكرة كل أمة لحظات فاصلة يتوقف فيها التاريخ قليلا وينطلق بعدها ليسطر أفراح النصر أو أحزان الهزيمة للأمة ومن أهم هذه اللحظات في تاريخ مصر الحديث ما حدث يوم 24 أكتوبر 1973.
فبعد صدور قرار الأمم المتحدة بوقف القتال يوم 22 أكتوبر 1973 وكعادة إسرائيل في احترام القرارات الدولية شرعت القوات الإسرائيلية في استغلال وقف إطلاق النار والتوسع جنوبا وغربا وقامت بحصار مدينة السويس وجاءت الأوامر من أمريكا بضرورة الاستيلاء على السويس حتى تجد إسرائيل ما تساوم به في اتفاقية وقف القتال خصوصا وأن أوضاع قواتها غرب القناة ميئوس منها وتعتبر رهينة في يد القوات المصرية.
ووفرت الإدارة الأمريكية كل ما تريد من أسلحة وعتاد لتنفيذ ذلك الهدف الذي يمكن أن يقلب كل الموازين في المعركة ويحول النصر المصري إلى هزيمة.
وانتشت الأحلام في ذهن الجنرال أدان الذي كلف بهذه المهمة وراودته أحلام البطولة وأن يصبح بطل إسرائيل القومي ومحول هزيمتها إلى نصر بعد أن يدخل السويس وعلى رأسه إكليل الغار وخصوصا بعد الفشل الذريع الذي منى به زميله شارون في معركة الإسماعيلية
ولم يضيع أدان وقته وأمر الطيران الأمريكي الحديث الذي وصل إلى أرض المعركة أن يقوم فورا بمعاونة المدفعية الإسرائيلية في قصف السويس للقضاء على أي مقاومة قد تتواجد بها رغم علمه بعدم وجود أي قوات عسكرية مصرية بها.
ويبدأ الطيران الإسرائيلي في مهمته بقصف السويس بكل ما أرسلته أمريكا من ذخائر حتى القنابل زنة ألف وألفين رطل وتحولت السويس إلى مدينة أشباح مهدمة وخصوصا أن أهلها قد هجروا منها قبل الحرب ولم يبق بها سوى عدد قليل من المدنيين.
واستمر القصف الشديد للمدينة ثم وجه الجنرال أدان إنذاره إلى محافظ السويس بالاستسلام وإلا قام الطيران الإسرائيلي بتدمير المدينة.
ويقع المحافظ بدوى الخولي في موقف صعب فلا توجد وسيلة اتصال بالقاهرة ويتصل بمستشاره العسكري العميد عادل إسلام ويتشاور معه عن إمكانية الدفاع عن المدينة ولكنه يخبره بعدم وجود أي قوات عسكرية بها ولكن قرار المقاومة سيعنى قيام الطيران الإسرائيلي بتدمير المدينة التى تكلف إنشائها مليارات الجنيهات وهناك قرار جديد سيصدر بوقف القتال …
وتصل أخبار هذه المحادثة إلى الشيخ حافظ سلامة الذي يتوجه للعميد عادل ويقول له
إذا أردت الاستسلام أنت والمحافظ فيمكنكم الاستسلام بصفتكم الشخصية ولكن السويس لن تستسلم
ثم يصعد إلى مأذنة مسجد الشهداء ويطلق النداء.
الله أكبر.. الله أكبر..الله أكبر
حي على الجهاد.. حيى على الجهاد
إنه صوت بلال يؤذن على مر التاريخ
الله أكبر ..الله أكبر
الله أكبر من كل أسلحة أمريكا
الله أكبر من مكر إسرائيل
الله أكبر من الدبابات وجنود المظلات وجنود المشاة
الله أكبر من كل شيء
ويأمر الجنرال أدان قواته ببدء هجومها على السويس التى بدت بعد القصف وكأنها مدينة أشباح خالية 200 دبابة إسرائيلية من أحدث ما في الترسانة الأمريكية وأقواها يدعمها كتيبة من جنود المظلات من خيرة وأشرس جنود الجيش الإسرائيلي تدعمهم كتيبتين من جنود المشاة بعرباتهم المدرعة .
تتقدم هذه القوة لاحتلال المدينة من ثلاثة محاور.. لواء العقيد/ آرييه المدرع يدخل من اتجاه الشمال والشمال الغرب ومعه كتيبة المظليين.. لواء العقيد/ جابي يتقدم من اتجاه الجنوب ومعه كتيبتا مشاه على أن تلتقي القوتان في وسط المدينة.
وتصل الدبابات الإسرائيلية إلى وسط المدينة أمام مبنى الحافظة ويصل صوت الشيخ حافظ إلى قلوب بقايا أهل السويس المتواجدين بالمدينة.
الله أكبر الله أكبر
حيى على الجهاد حيى على الجهاد
الجنة تناديكم يا رجال
حيى على الجهاد
وينتفض الرجال فالجنة تناديهم
وتتحرك السويس بكل من فيها من رجال ونساء وأطفال خرجوا بكل ما توافر لأيديهم من أسلحة
وتنفجر الدبابات الإسرائيلية بعد أن يقصفها الرجال بالقنابل اليدوية المضادة للدبابات وتنطلق الرصاصات ويصرخ رجال المظلات الإسرائيليين يطلبون من قيادتهم النجدة وان تخرجهم من ذلك الجحيم بعد أن فرت الدبابات مذعورة بعد تدمير العديد منها وقتل معظم أفراد أطقمها
ويحاصر جزء كبير من المظليين اليهود في قسم الأربعين وبعض العمارات المجاورة له والتي احتموا بها وتعالى صراخهم عبر أجهزة اللاسلكي يطلبون النجدة من قيادتهم التى لا تفهم ما حدث ما الذي فتح أبواب الجحيم عليهم في هذه المدينة التى تم قصفها بكل هذه الشدة
ويقوم الرجال بحصار المظليين وجنود المشاة اليهود الذين اختبئوا بالعمارات وما زالت إسرائيل تتساءل عن مصير جنودها وتطالب بتسلم جثثهم التى لا تعرف أين هى ومازال الشيخ حافظ يؤم الناس في الصلاة بمسجد الشهداء بالسويس.
تحية إلى أرواح الشهداء من أبناء السويس
وتحية إلى شعب السويس البطل
وتحية إلى الشيخ حافظ سلامة الذي أنقذ النصر
وفي السطور التالية لن نتحدث فقط عن المجاهد حافظ علي أحمد سلامة إمام مسجد الشهداء بالسويس وعن اشتراكه في مقاومة المحتل الإنجليزي لمصر قبل الثورة ولن نتحدث عن تزويده للمجاهدين من أبناء فلسطين بالسلاح لمقاومة الإنجليز بفلسطين ولن نتحدث عن تزويده لكتائب الفدائيين بالسلاح في حرب 1948 ولن نتحدث عن اشتراكه في مقاومة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ولن أتوقف عند اشتراكه في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل في الفترة من يونيو 1967 إلى أكتوبر 1973 ولن أتحدث عن إقامته لأكبر مجمع ديني بالقاهرة، وهو مسجد النور بالقاهرة، ولن أتحدث عن دوره في دعم القوات المسلحة والجيش الثالث أثناء حرب أكتوبر 1973.
ولكني سأتوقف مع التاريخ أمام لحظة واحدة، ففي ذاكرة كل أمة لحظات فاصلة يتوقف فيها التاريخ قليلا وينطلق بعدها ليسطر أفراح النصر أو أحزان الهزيمة للأمة ومن أهم هذه اللحظات في تاريخ مصر الحديث ما حدث يوم 24 أكتوبر 1973.
فبعد صدور قرار الأمم المتحدة بوقف القتال يوم 22 أكتوبر 1973 وكعادة إسرائيل في احترام القرارات الدولية شرعت القوات الإسرائيلية في استغلال وقف إطلاق النار والتوسع جنوبا وغربا وقامت بحصار مدينة السويس وجاءت الأوامر من أمريكا بضرورة الاستيلاء على السويس حتى تجد إسرائيل ما تساوم به في اتفاقية وقف القتال خصوصا وأن أوضاع قواتها غرب القناة ميئوس منها وتعتبر رهينة في يد القوات المصرية.
ووفرت الإدارة الأمريكية كل ما تريد من أسلحة وعتاد لتنفيذ ذلك الهدف الذي يمكن أن يقلب كل الموازين في المعركة ويحول النصر المصري إلى هزيمة.
وانتشت الأحلام في ذهن الجنرال أدان الذي كلف بهذه المهمة وراودته أحلام البطولة وأن يصبح بطل إسرائيل القومي ومحول هزيمتها إلى نصر بعد أن يدخل السويس وعلى رأسه إكليل الغار وخصوصا بعد الفشل الذريع الذي منى به زميله شارون في معركة الإسماعيلية
ولم يضيع أدان وقته وأمر الطيران الأمريكي الحديث الذي وصل إلى أرض المعركة أن يقوم فورا بمعاونة المدفعية الإسرائيلية في قصف السويس للقضاء على أي مقاومة قد تتواجد بها رغم علمه بعدم وجود أي قوات عسكرية مصرية بها.
ويبدأ الطيران الإسرائيلي في مهمته بقصف السويس بكل ما أرسلته أمريكا من ذخائر حتى القنابل زنة ألف وألفين رطل وتحولت السويس إلى مدينة أشباح مهدمة وخصوصا أن أهلها قد هجروا منها قبل الحرب ولم يبق بها سوى عدد قليل من المدنيين.
واستمر القصف الشديد للمدينة ثم وجه الجنرال أدان إنذاره إلى محافظ السويس بالاستسلام وإلا قام الطيران الإسرائيلي بتدمير المدينة.
ويقع المحافظ بدوى الخولي في موقف صعب فلا توجد وسيلة اتصال بالقاهرة ويتصل بمستشاره العسكري العميد عادل إسلام ويتشاور معه عن إمكانية الدفاع عن المدينة ولكنه يخبره بعدم وجود أي قوات عسكرية بها ولكن قرار المقاومة سيعنى قيام الطيران الإسرائيلي بتدمير المدينة التى تكلف إنشائها مليارات الجنيهات وهناك قرار جديد سيصدر بوقف القتال …
وتصل أخبار هذه المحادثة إلى الشيخ حافظ سلامة الذي يتوجه للعميد عادل ويقول له
إذا أردت الاستسلام أنت والمحافظ فيمكنكم الاستسلام بصفتكم الشخصية ولكن السويس لن تستسلم
ثم يصعد إلى مأذنة مسجد الشهداء ويطلق النداء.
الله أكبر.. الله أكبر..الله أكبر
حي على الجهاد.. حيى على الجهاد
إنه صوت بلال يؤذن على مر التاريخ
الله أكبر ..الله أكبر
الله أكبر من كل أسلحة أمريكا
الله أكبر من مكر إسرائيل
الله أكبر من الدبابات وجنود المظلات وجنود المشاة
الله أكبر من كل شيء
ويأمر الجنرال أدان قواته ببدء هجومها على السويس التى بدت بعد القصف وكأنها مدينة أشباح خالية 200 دبابة إسرائيلية من أحدث ما في الترسانة الأمريكية وأقواها يدعمها كتيبة من جنود المظلات من خيرة وأشرس جنود الجيش الإسرائيلي تدعمهم كتيبتين من جنود المشاة بعرباتهم المدرعة .
تتقدم هذه القوة لاحتلال المدينة من ثلاثة محاور.. لواء العقيد/ آرييه المدرع يدخل من اتجاه الشمال والشمال الغرب ومعه كتيبة المظليين.. لواء العقيد/ جابي يتقدم من اتجاه الجنوب ومعه كتيبتا مشاه على أن تلتقي القوتان في وسط المدينة.
وتصل الدبابات الإسرائيلية إلى وسط المدينة أمام مبنى الحافظة ويصل صوت الشيخ حافظ إلى قلوب بقايا أهل السويس المتواجدين بالمدينة.
الله أكبر الله أكبر
حيى على الجهاد حيى على الجهاد
الجنة تناديكم يا رجال
حيى على الجهاد
وينتفض الرجال فالجنة تناديهم
وتتحرك السويس بكل من فيها من رجال ونساء وأطفال خرجوا بكل ما توافر لأيديهم من أسلحة
وتنفجر الدبابات الإسرائيلية بعد أن يقصفها الرجال بالقنابل اليدوية المضادة للدبابات وتنطلق الرصاصات ويصرخ رجال المظلات الإسرائيليين يطلبون من قيادتهم النجدة وان تخرجهم من ذلك الجحيم بعد أن فرت الدبابات مذعورة بعد تدمير العديد منها وقتل معظم أفراد أطقمها
ويحاصر جزء كبير من المظليين اليهود في قسم الأربعين وبعض العمارات المجاورة له والتي احتموا بها وتعالى صراخهم عبر أجهزة اللاسلكي يطلبون النجدة من قيادتهم التى لا تفهم ما حدث ما الذي فتح أبواب الجحيم عليهم في هذه المدينة التى تم قصفها بكل هذه الشدة
ويقوم الرجال بحصار المظليين وجنود المشاة اليهود الذين اختبئوا بالعمارات وما زالت إسرائيل تتساءل عن مصير جنودها وتطالب بتسلم جثثهم التى لا تعرف أين هى ومازال الشيخ حافظ يؤم الناس في الصلاة بمسجد الشهداء بالسويس.
تحية إلى أرواح الشهداء من أبناء السويس
وتحية إلى شعب السويس البطل
وتحية إلى الشيخ حافظ سلامة الذي أنقذ النصر
