من طرف الحاجS&T الخميس 06 أكتوبر 2016, 11:31 pm
“منصور مدبولي” للسيسي: شد حيلك وخلصنا من إسرائيل!
حوار – هاني عبد الهادي ومديحة عبد الوهاب
لم يكن الشاب منصور مدبولي، ذو العشرين عامًا، يتخيل أنه سيشهد لحظة تاريخية كهذه، الصحراء والشمس القائظة فوق الرؤوس، تضمنت الإشارة للكتيبة أن تقدموا، اعتلي مدفعيته، وانطلق يضرب أهدافًا مركزية في جبهة العدو، ويمهد الطريق لفرق المشاة، صيحات الله أكبر، والدماء التي سالت فوق أرض سيناء، وفي الحوار التالي، يروي “مدبولي” قصة انضمامه للقوات المسلحة وتاريخ الحرب والسلام.
اسمي منصور مدبولي، تم طلبي لأداء الخدمة العسكرية عام 1969، تلقيت تدريباتي في منطقة الحلمية بالقاهرة، بعدها تم ترحيلنا إلي كتيبة مدفعية أخري للتدريب حتى عام 1971، شاركنا في حرب الاستنزاف وبدأنا رصد أهداف خلف خطوط العدو، والتصويب عليها، ظل الوضع علي ما هو عليه من التدريبات والاستعداد للحرب والعبور للجبهة الأخرى والتي لم يكن أحد من كتيبتي يعرف متى سيتم السماح لنا بالعبور لجبهة العدو.
وفي يوم السادس من أكتوبر صباحا، وكان يوافق وقتئذ شهر رمضان المعظم كما يعلم جميع المصريون، تلقينا الأوامر بالعبور والتقدم بكتائب المدفعية ثم التمركز وضرب أهداف حصينة للعدو، قائد الكتيبة كان يلقي لنا أوامر مفعمة بالحماس، يصرخون فينا: اضرب اضرب !
ثم جاءت الأوامر من القيادة بوقف إطلاق القذائف والمدفعيات، حتى ليل هذا اليوم، وفي أول ضوء نهار، عدنا لضرب مواقع العدو، لكن المفاجأة أن قذائف أخرى كانت تلون السماء بإضاءة قوية جدًا، وقتها أدركت أنها شظايا، أصابني منها في رأسي وفي قدمي، وتم نقلي للعلاج في إحدى المستشفيات العسكرية خلال عامين ونصف.
كنت أشعر بالسعادة لوجودي علي الجبهة مع كل هذا الجمع من المقاتلين الذين جاؤوا من محافظات شتي، تمركزت كتيبتي والتي كانت تتكون من 6 مدفعيات برَكْبها، فوق جبل عتاقة، علي طريق مصر – السويس، كانت أول أيامي علي الجبهة هو يوم 6 أكتوبر يوم تلقينا الأوامر بضرب أهداف للعدو، وتمهيد الطريق أمام المشاة، وكتائب الصاعقة.
أذكر قشعريرة سرت في جسدي، بعد كل هذه الهتافات، الله أكبر الله أكبر، كانت لحظات حابسة للأنفاس تختلط بداخلك معها، كل مشاعر الانتصار والقلق والثورة، كل هذا مع تكبيرات لا تنتهي، كان يومًا عصيبا فعلا، كنت أتمني أن أكمل حياتي علي جبهة القتال، مع هؤلاء الجنود، وإجلاء ذيول اليهود والإسرائيليين عن أرض سيناء المصرية.
من بعض الطرافة التي شاهدتها، حينما كنا علي الجبهة، أن أحد الجنود بعدما قام بحشو قذائف المدفعية، وبدأ في سحب الوثاق مُطْلِق القذيقة، أخذ يردد منتشيًا، يتمايل بخصره مبتهلاً: الله حي، الله حي!، والذي سألته بعدها فقال إنه كان يري أناس آخرين معهم علي الجبهة، يطلقون القذائف، فيما لم يكن أحد يراهم سواه، علي ما يبدو توهم من شدة الفرح وأخذة الانتصار.
وعن رأيه في الشباب، قال منصور مدبولي، أن هذا الجيل يفضل المشاهدة علي السماع ورواية القصص عن الحرب، يفضلون التلفاز ورؤية القصة مصورة، معقبًا علي الدراما التي وثقت هذه المرحلة: كانت جيدة إلي حد كبير شديدة الوصف لما جري معنا فعلا. بعض الشباب ليس لديه نفس الحمية وحب الوطن، كما كنا نحن علي الجبهة.
وأوجه رسالتي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وحسب تعبيره: شد حيلك وخلصنا من إسرائيل، وعلي المصريين أن يتماسكوا كما كانوا في الحروب وفي الانكسارات والانتصارات، وإسرائيل ستظل عدوتنا ما حيينا.